تزامنا مع غمرة القلق السائدة بفرنسا بسبب انتشار حشرة "بق" الفراش في جل الأماكن والمرافق العمومية، في الأيام القليلة الماضية، أعلن ربان باخرة ركاب آتية من بحار فرنسا وبالضبط من ميناء مارسيليا ثاني أكبر مدينة بعد باريس، أن سفينته قد تكون حاملة تلك الحشرة. بعد هذا الإنذار المبكر والمستعجل من قائد الباخرة التي اصطفت على رصيف ميناء طنجة المتوسط، "أكبر ميناء صناعي مغربي"، فعل مسؤولي الميناء نظام "اليقظة الصحية والبيئية"، بعد اشتباه برصد حشرات "البق الفرنسي"، على متن تلك السفينة.
في نفس السياق، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، أنها اتخذت كافة التدابير الملائمة للحد من خطر دخول وانتشار حشرة بق الفراش إلى التراب الوطني، وذلك بالتنسيق مع كافة المتدخلين، وأنه لم يسجل إلى حدود هذا الوقت أي انتشار استثنائي لهذه الحشرة فوق التراب الوطني.
تعليقا على هذا الموضوع، قال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حق الصحة والحياة، إن "بق الفراش من الحشرات المزعجة للإنسان تمتص الدم، وتزول لدغاتها دون علاج في غضون أسبوع أو أسبوعين"، مشيرا إلى أنه "من المعروف عن بَقِّ الفراش أنه لا ينشُر أي مرض، ولكن يمكن أن يسبب تفاعلاً تحسُّسيًّا أو تفاعلًا جلديًّا شديدًا لدى بعض الأشخاص، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة".
وأورد علي لطفي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "كل دول العالم مهددة بهذا النوع من الحشرات، وقد عرف المغرب انتشارها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث تم القضاء عليها، وذلك من خلال تطور المجتمع والإعتناء بالنظافة واستعمال بعض المبيدات".
وتابع المتحدث عينه أن "المغرب منخرط في القانون الدولي لليقظة الصحية لسنة 2005، لرصد ومنع انتشار هذا النوع من الحشرات والأمراض المتنقلة والمعدية"، لافتا إلى أن "وزارة الصحة أصدرت بلاغا في الموضوع يتعلق بباخرة آتية من ميناء مرسليا بفرنسا، اكتشفت بها حشرة بق الفراش ووجهت تحذيرات للمواطنين".
وشدد رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق الصحة والحياة أن "المسؤولية مشتركة بين الإدارات المعنية والمواطنين لتفادي انتشار هذه الحشرة، وتوعية مغاربة العالم خاصة أولئك الذين يحملون معهم أمتعة من الخارج".