اللغة ماكرة، تورط متحدثيها ومستعمليها في هفوات يؤدون عليها ثمنا غاليا أو توقعهم في إحراجات غبية تجلب عليهم السخرية والنقد، فعباس الفاسي، الوزير الأول، خاطب نائبا برلمانيا ب»البرلماني المحتمر»، ووزير السكنى وسياسة المدينَة، محمد نبيل بنعبد الله، اختلطَتْ عندهُ في مداخلة بالبرلمان الذعيرة بالدعارة، وهُو يقُول إنَّ «عددًا من الأسر مستعدة للذهاب إلى المحكمَة لدفع الدعارة»، ومسؤول التشريفات الملكية ارتكب خطأ لغويا قاتلا، خلال توشيح محمد البريني، القطب الإعلامي الكبير مؤسس جريدة «الأحداث المغربية»، الذي وصفه بأنه «إعلامي ذو رصيد من الإنجازات في الصحافة والنصب»، قبل أن يتدخل معلق القناة الأولى الذي صحح الخطأ بقوله: «إعلامي ذو رصيد من الإنجازات في الصحافة والنشر».. العديد من وزراء الحسن الثاني وقعوا في مقالب بسبب اللغة، خطأ نحوي، زلة لسان، خطأ في النطق، تكوين ضعيف وجهل باللغة الأم.. خاصة أن جلهم كانوا على حظ يسير من اللغة العربية بحكم أصولهم الاجتماعية وتخرجهم من جامعات أو معاهد فرنكفونية، ننقل لكم في هذا الملف بعض الحكايات الساخرة عن وزراء أخطأوا اللغة فوقعوا في حرج وسخرية. البصري يخاطب وزيرا: واش حنا مجمعين معاك فراس الدرب؟
أحد وزراء حكومة المرحوم الفيلالي كان دبلوماسيا ويتقن أكثر من لغة، حينها لم يكن أي ناطق رسمي باسم الحكومة، فكلف بإنجاز بلاغ حول انعقاد مجلس حكومي بشأن ملفات الإصلاح الإداري الجديد، أنجز المستشارون نص البلاغ ورقنته السكرتيرة وتم إرساله إلى وزير أم الوزارات للاطلاع عليه.
وفي اجتماع للمجلس الحكومي، وبحكم الوظيفة البوليسية لإدريس البصري، فقد توقف الرجل أمام سقوط حرف الكاف من عبارة اجتمع مجلس الحكومة، التي تحولت إلى اجتمع "مجلس الحومة".. وكان الوزير بصدد إرسال البيان إلى "لاماب"، فقال له إدريس البصري: "هي دابا حنا آسيدي مجتامعين في راس الدرب وصافي؟!".
فعاد الوزير المعني إلى مكتبه غاضبا وهو يصرخ في مستشاريه: "واش عجبكم هاذ الشي اللي دار فيَّ سي الوزير؟!".. وكان إدريس البصري ينادى، حتى بين الوزراء، بسي الوزير.. أي سوبر وزير.