عبد العزيز أكرام-صحفي متدرب تجنب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التطرق إلى قضية الصحراء المغربية، خلال لقائه نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي حرص على إقحام قضية الوحدة الترابية للمملكة، في تصريحات صحفية، بالقول، "وجهات نظرنا مع روسيا متطابقة بخصوص نزاع الصحراء".
وحسب ما أوردته تقارير روسية، فقد اكتفى الرئيس الروسي بالتعبير عن سعادته باستقبال "الصديق العزيز عبد المجيد تبون في قصر الكرملين"، مؤكدا "أن العلاقات بين روسياوالجزائر ذات طبيعة استراتيجية ولها أهمية خاصة، دون التطرق إلى قضية الصحراء المغربية.
وفي تصريحات صحفية، عقب محادثاته مع نظيره الروسي، اعتبر تبون أن "المحادثات مع الرئيس الروسي كانت مثمرة وصادقة وصريحة تعكس مستوى علاقتنا المتميّزة، وأسجل ارتياحنا لتوافق الرؤى اتجاه الملفات التي ناقشناها منها النزاع في الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية".
واستقبلت الجرائد والصحف الجزائرية تصريحات تبون بنوع من التهليل، حيث اعتبرتها بمثابة إشارة على إمكانية حدوث تغيير في الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد قال وليد كبير، الناشط الجزائري المعارض، إن "الرئيس الجزائري دائما ما يقحم موضوع الصحراء المغربية في لقاءاته مع المسؤولين الأجانب"، مشيرا إلى أن "ما أقدم عليه تبون خلال كلمته بروسيا يعد محاولة يائسة لإقحام موضوع الصحراء المغربية في إطار الزيارة التي هدفت أساسا إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروروسيا".
وسجل كبير في حديثه ل"لأيام 24″ أن " روسيا على المستوى الرسمي لم تتطابق رؤيتها في ما يخص الصحراء المغربية مع رؤية النظام الجزائري، والدليل على ذلك أن موسكو لا تعترف بجمهورية الوهم ولا تتحدث عما يسمى بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
"كما أن موسكو لا تدعو إلى الرجوع للقرار رقم 690 لمجلس الأمن الدولي، الصادر في سنة 1991، في الوقت الذي لم تقم فيه كذلك بالتصويت ضد القرار الأخير رقم 2645 الذي صدر في أكتوبر 2022". يضيف المتحدث عينه.
واعتبر الناشط الجزائري أن "عدم تطابق رؤية كل من روسياوالجزائر بخصوص الصحراء المغربية، يرجع أساسا إلى كون موسكو تربطها علاقات جيدة بالرباط، إذ يعد المغرب من أبرز شركائها التجاريين على مستوى القارة الأفريقية".
وخلص وليد كبير إلى أن "الموقف الروسي من الصحراء المغربية لن يتأثر بهذه الخطوة التي يمكن تصنيفها في خانة توقيع معاهدة الحماية الروسية للجزائر".
وحافظت الجزائروموسكو على علاقات مميزة منذ أن دعم الاتحاد السوفياتي السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962).
وتناهز قيمة التبادلات التجارية بين البلدين ثلاثة مليارات دولار، كما أن روسيا أكبر مورد للسلاح لأكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.