في تطور خطير، تحدث بلاغ للخارجية الأمريكية عن " شعب الصحراء الغربية"، وهو الشيء الذي حاول تداركه نائب الناطق باسم الخارجية الامريكية اليوم بشكل غير مقنع، وهذا الأمر طرح تساؤلات كثيرة، حول لغة البلاغ والهدف من اللجوء إليها في هذا التوقيت بالذات. وكشف البلاغ أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوتي بلينكن، أكد ،خلال اتصال مع نظيره المغربي ناصر بوريطة الأحد "دعم الولاياتالمتحدة الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا فيما يكثف عملية الأممالمتحدة بشأن الصحراء الغربية بغية التوصل إلى حل سياسي دائم وكريم لشعب الصحراء الغربية والمنطقة". وتثير هذه التعابير التي لجأ إليها وزير الخارجية الأمريكي الكثير من الغرابة والريبة، في ظل اعتراف بلاده بمغربية الصحراء، بل إنه لم يتجشم حتى عناء ذكر المقترح المغربي للحكم الذاتي والتنويه به، مع العلم أن الاعتراف بمغربية الصحراء يتجاوز بكثير الحكم الذاتي وتزيد خطورة الموقف اذا علمنا أن امريكا هي حاملة القلم في كل قرارات مجلس الأمنوحول قضيتنا الوطنية.
ويذكر أنه منذ مجيء إدارة بايدن والتلكؤ هو عنوان تعاملهم مع قضية الصحراء التي اعترفت بمغربيتها إدارة الرئيس ترامب، فلا قنصلية فتحت لحد الآن ولا خطوات ملموسة لتنزيل هذا الاعتراف، لدرجة أن مدير إدارة السجون التامك سبق أن انتقد بقوة قبل أسابيع أمريكا مما اعتبر غضبا مبطنا للرباط من البيت الأبيض. ويأتي هذا التصريح لبلينكن ليثير المخاوف من انقلاب محتمل لواشنطن عن تعهداتها في الاتفاق الثلاثي بينها والمغرب واسرائيل.
من جهة أخرى، وفي محاولة محتشمة للتخفيف من وقع تصريحات بلينكن الصادمة قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، خلال لقائه الصحافي اليومي، "نواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا، وذا مصداقية، وواقعيا". وأضاف أن موقف الولاياتالمتحدة بشأن هذه القضية "لم يتغير"، وذلك ردا على سؤال حول المباحثات الهاتفية التي جرت يوم الأحد بين وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
كما كشف ببلاغ الخارجية الأمريكية أن بلينكن تحدث مع بوريطة حول التطورات الإقليمية والدولية وضرورة التشديد على الالتزام المتواصل بتعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية الثنائية بين الولاياتالمتحدة والمغرب. وأثنى الوزير بلينكن، بحسب البلاغ نفسه، على الدور الحاسم الذي يلعبه الملك محمد السادس في تعزيز السلام الإقليمي وقيادته في مجال تعزيز مستقبل آمن ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين. وتطرق الوزيران إلى أهمية منتدى النقب. كما أكدا على أهمية الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وغزة. وتناول الوزير بلينكن أيضا احتلال روسيا غير القانوني لأوكرانيا، وضرورة تعزيز التوصل إلى حل للنزاع في سوريا بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.