لم تعلق حكومة عزيز أخنوش واختارت النأي بنفسها بعيدا عما يشغل الرأي العام، في ما وصُف إعلاميا ب"فضيحة نتائج امتحان المحاماة" والتي أثارت جدلا كبيرا، لا سيما بعد تصدر أسماء من عائلات ميسورة ومن عالم المال والأعمال ومن يدور في فلك السياسة لائحة الناجحين، ما وضع وزير العدل عبد اللطيف وهبي تحت مقصلة الانتقاد والمحاسبة الجماعية، وجرّ على تدبير الامتحان "شبهات التواطؤ لصالح مترشحين على حساب آخرين". تصدر وهبي لواجهة الجدل، جعل الكل يترقب رد الفعل الحكومي وما هي فاعلة أمام هذا الملف، وكيف ستعلق على تصريحات الوزير عن "دراسة ابنه في كندا وتحصله على إجازتين وأن أباه "عبداللطيف وهبي" لاباس عليه"، ما اعتبرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبارات مستفزة وتضرب في العمق مبادرات الإصلاح وتنهي رصيد الثقة في التعليم الوطني والمؤسسات كافة.
حكومة عزيز أخنوش نأت بنفسها عن الموضوع وتركت وهبي وحيدا في مواجهة الرياح الهوجاء المطالبة برحيله من وزارة العدل ومحاسبته. فالناطق الرسمي للحكومة مصطفى بايتاس، الذي لا يجد حرجا ظهيرة كل خميس في الدفاع عن الوزراء في التحالف الحكومي، اختار هذه المرة إكراها ربما أو طواعية عدم الخوض في موضوع نتائج امتحانات مزاولة مهنة المحاماة، قائلا إن هذا يهم وزارة العدل وعبد اللطيف وهبي سيقدم إيضاحات ومستجدات في الموضوع المذكور"، وإذ بالساعات تمر وراء الساعات ولم يبزغ هلال الوزير.
تُقر التجربة الحكومية التي يقودها عزيز أخنوش، أنها مدافعة عن وزرائها أمام ما يطالهم من انتقاد، على غرار دفاعها عن وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور في الجدل المرتبط ب"قضائها عطلة بجزيرة زنجبار.." ودفاعها عن وزير الصحة خالد آيت الطالب، إلى جانب وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى في مسألة تسقيف سن الولوج إلى مهنة التعليم، ووزير التواصل والثقافة المهدي بنسعيد.. إلى غيرها من الملفات التي حاولت الحكومة فيها إظهار مبدأ التضامن الحكومي الذي يبدو أنه تكسّر على صخرة نتائج امتحان المحاماة.
وبعد أن تحاشى الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحديث في ملف وهبي، ترددت أنباء عن قرب مغادرته لمنصبه، وهو ما نفاه المعني بالأمر في تصريح خصّ به موقع العمق، مؤكدا أنه يواصل مهامه الوزارية بشكل طبيعي، وأن ترويج خبر مغادرته للحكومة محض أحلام. ومقابل الاتهامات رفض وزير العدل التشكيك في نتائج امتحانات الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، مشيرا إلى أن 48 ألف مرشح تقدموا للاختبارات ونجح منهم 2000، وبالتالي "من الطبيعي أن تكون هناك ردود أفعال" على حد تعبيره.