تتواصل حدّة الغضب الشعبي في المغرب تجاه فرنسا ارتفاعها مؤخراً، مع استمرار باريس في "التعنت" في منح "الفيزا" للمغاربة، دون أن تقدم حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تفسيرات علنية جديدة بشأن القصة، فيما يرى مراقبون أن "وراء الأكمة ما وراءها" على ما يبدو، وأن هناك أسباباً أخرى للتوتر قد تكون أكثر عمقاً مما يطفو على السطح. في هذا السياق، أكد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي شارك فيه أزيد من 25 سفيرا معتمدا بالمغرب، بأن منع التأشيرات على المغاربة يأتي في إطار المزايدات السياسية والحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة، لتشويه سمعته من طرف الصحافة الفرنسية منذ عامين إلى الآن.
و ذكر بوصوف عبد الله، أثناء حلوله ضيفا على الملتقى الدبلوماسي، أن جريدة لموند في فرنسا لوحدها خصصت 240 مقالا لمهاجمة المغرب فيه، خلال سنة واحدة، مشيرا إلى أنه "أصبح من المعروف لدى العام والخاص أن هناك أجندات فرنسية لمهاجمة المغرب وملكه لصالح قضايا إستراتيجية وعمليات تنافسية إقليمية".
ودعا الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، فرنسا " إلى تجاوز العقد الإستعمارية والتعامل مع الدول خصوصا العربية والإفريقية بمنطق العلاقات الثنائية المتميزة بالندية والإحترام والمصالح المشتركة فيها الأخذ والعطاء والقطيعة مع العهد القديم". وفي رصد لمؤشرات الخلاف بين باريس والرباط حول ملفي التأشيرات والموقف الغامض لفرنسا من قضية الصحراء المغربية، لا تبدو كافية لفهم درجة البرود الحالية في علاقات البلدين، ما يرجح وجود ملفات خلافية أخرى أكثر حساسية وعمقاً في بنية العلاقات وتداعياتها مستقبلاً.
الخلافات بين باريس والرباط، سواء كانت معلنة أو صامتة، تتعلق بملفات حسّاسة بالنسبة للجانبين، وتأتي في فترة صعبة ومتغيرات درامية في الأوضاع الإقليمية والعالمية.