ما إن يطوي هشام الدكيك صفحة إنجاز حتى يفتح آخر، ويسطر لنفسه إسما خالدا في لعبة كرة القدم داخل القاعة التي لم تكن إلى وقت قريب تحضى بمتابعة جماهيرية أو إعلامية معتبرة، إلا بعد توالي نجاحات ابن القنيطرة مع المنتخب المغربي للفوتسال وهو يتربع على عرش الأفضل داخل القارة الإفريقية والعربية وبين "طوب 10" عالميا. هشام الدكيك، مدرب وخبير كرة القدم داخل القاعة، يبصم على مسار حافل بالعطاء وإثبات الذات مما قاده إلى التتويج بالألقاب وتشريف الكرة المغربية في المحافل القارية والدولية، آخرها تتويج بكأس القارات الأسبوع الماضي بعد التفوق على أقوى منتخبات القارة الأسيوية إيران.
لا يبتسم كثيرا وقسماته تحكي عنفوان رجل دافع عن تطوير اللعبة بشراسة وآمن بحظوظه كاملة غير منقوصة بالنجاح وتشبث بخيوطه، حتى سُميّ اليوم ب"صانع السعادة" للرياضة الوطنية التي خاصمت طويلا الانجازات الكبرى، قبل أن يشرف الدكيك على عقد الصلح بينها وبين الجماهير المغربية.
معاناة حقيقية
يحكي هشام الدكيك مباشرة بعد عودته من السعودية بعد فوزه مع المنتخب بلقب كأس العرب أنه قبل قدوم فوزي لقجع رئيسا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، "كنت أحضر في الثامنة صباحا، وأنتظر إلى غاية الساعة السادسة مساء، رغبة في الحصول على معسكر إعدادي فقط، وأسمع في أروقة الجامعة عبارة " واش باقي هداك خينا هنا ". خلال 3 سنوات التي سبقت قدوم فوزي لقجع، يقول ابن القنيطرة لم نتمكن من الحصول على أي معسكر تدريبي رغم تأهلنا لكأس العالم، ولم نكن نتسلم أي أجر شهري، لذلك لا يمكنني اليوم أن لا أشكر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع".
أسد الفوتسال
تدرج الدكيك صاحب 49 سنة، لاعبا في جميع الفئات العمرية للعبة في صفوف النادي القنيطري، أن يضمن مكانة متميزة ضمن الأطقم التقنية المغربية سواء كلاعب أو كمدرب.
الدكيك الذي مارس في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة ما بين سنتي 2000 و2007 إلى جانب مشاركته في العديد من البطولات والدوريات المحلية والقارية، استطاع أن يمنح لنفسه إسما رياضيا ومدربا موهوبا ساهم، إلى جانب مجموعته الشابة والطاقم التقني، في تربع المنتخب على كرسي الريادة للعبة على المستويين الافريقي والعربي.
يُذكر أسد "الفوتسال" بأنه مدين في دخول تجربة تدريب الفريق الوطني لكرة القدم داخل القاعة سنة 2010 الى الاعلامي الرياضي محمد الجفال الذي كان أنداك عضوا باللجنة التقنية لكرة القدم داخل القاعة لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، حيث آمن بقدراته ومؤهلاته لقيادة النخبة الوطنية بكل جدارة و استحقاق .
وجسد الدكيك ، الحاصل على العديد من دبلومات التكوين و شهادات التدريب ، علاوة على إشرافه على الإدارة التقنية لمختلف الفئات العمرية داخل النادي القنيطري والتي مارست ، في إطار دوريات دولية أوروبية، إلى جانب أندية فرنسية وبلجيكية وإسبانية ثم قيادة المنتخب الوطني لأول مرة سنة 2010 ، ( جسد ) مثالا نموذجيا لخريجي المدرسة الكروية المغربية الزاخرة بالعطاء وترجمة القيم المغربية في مختلف الرياضات.