يدرس المراقبون باهتمام لائحة زعماء الدول العربية والإسلامية التي ستوجه السعودية الدعوة لهم لحضور الاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء زيارته المقبلة. ويلفت هؤلاء إلى أن اختيار ترامب للسعودية كأول وجهة له خارج الولاياتالمتحدة منذ دخوله البيت الأبيض يعكس تعويل واشنطن على مخاطبة العالم الإسلامي من بوابات الرياض. وستكون هذه هي الزيارة الأولى تاريخيا لرئيس أميركي إلى دولة عربية أو إسلامية في أول زيارة خارجية له، وهي تكسر تقليدا في بدء الزيارات الخارجية بكندا والمكسيك الحدوديتين.
وأعلن ترامب الخميس الماضي أن أولى رحلاته الخارجية منذ وصوله إلى البيت الأبيض ستكون إلى السعودية وإسرائيل والفاتيكان، المراكز الروحية للإسلام واليهودية والكاثوليكية على التوالي.
وبدأت السعودية توجيه دعوات إلى قادة عرب لحضور القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي ستستضيفها الرياض في الحادي والعشرين من مايو، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه سيتم توجيه دعوات إلى قادة 17 من الدول العربية والإسلامية.
وبحسب ما أعلنت السلطات السعودية فإن ترامب سيشارك خلال زيارته في قمتين، الأولى مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والثانية مع زعماء دول عربية ودول أخرى ذات غالبية مسلمة. ودعت الرياض العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس العراقي فؤاد معصوم.
وتقول مصادر دبلوماسية سعودية إن المملكة ستضطلع بدورها كمضيفة للحدث وبدورها كمحرك محوري لإرساء رؤية لدى العالمين العربي والإسلامي لمكافحة التطرف والإرهاب وخلق مناخ استقرار عماده الاتساق والتفاهم مع البيئة الدولية الشاملة.
وتمتلك دعوة الرئيس السبسي أهمية النظر إلى تونس كدولة محورية وتكشف النظرة المعمقة إلى أن العمل في مواجهة الإرهاب أوسع من الجغرافيا في الخليج والشرق الأوسط، لأن شمال أفريقيا مرتبط بالأمر سواء بالمقاتلين أو بتمدد العمل الإرهابي إلى هناك بشكل موسع.
وأكد مصدر رسمي في الرئاسة التونسية ل”العرب” أن تونس تراهن على هذه القمة لدعم جهودها في مكافحة الإرهاب، وأنها ستضع الملف الليبي كأولوية، إلى جانب تناول العلاقات مع الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وإمكانية تعزيزها خاصة على المستوى الاقتصادي بما يساعدها على تجاوز وضعها الصعب.
ورجح المصدر إمكانية عقد لقاءات ثنائية على هامش القمة بين الرئيس التونسي وعدد من القيادات المشاركة، وبخاصة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ولفتت مصادر سياسية إلى أن دعوة العراق لحضور هذه القمة تعكس منهجا جديدا لدى السعودية لقيادة العمل العربي دون إقصاء أي طرف، وكعلامة من علامات عزم الرياض على تطبيع علاقاتها بشكل كامل مع العراق وعلى تشجيع حكومة بغداد على انتهاج سياسات منحازة للخيارات العربية والابتعاد عن النفوذ الإيراني وسياساته.
وذكرت مصادر خليجية مطلعة أن توجيه الدعوة إلى زعماء في منطقة المغرب العربي يوسع دائرة التماس الأميركي العربي من جهة ويربط تلك الدول بالتفاهمات السعودية الأميركية التي تعمل الرياض على تطويرها في ميدان التعاون في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد كما داخل الورش الكبرى لمكافحة التطرف بنسختي القاعدة وداعش.
واعتبر خالد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح ل”العرب” أن دعوة العاهل المغربي إلى القمة تعكس من جهة متانة العلاقات المغربية الخليجية، ومن جهة أخرى التحول في موقف الإدارة الأميركية من مجمل القضايا الشرق أوسطية وضرورة وضع رؤى منسجمة بين المشرق والمغرب العربيين في أفق إعادة التوازن للقوة السنية بعد التهديد الذي أصبحت تشكله إيران.