"أقرب إلى التخلي منه إلى تغير في المواقف"، ذلك فحوى ما دار في حوار زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، مع صحيفة "إلموندو" الإسبانية، وهو يكسر صمتا لا زمه طوال الأيام الماضية في أعقاب رسائل الدفئ في العلاقات المغربية الإسبانية والتي همت في شقها الأساسي ملف الصحراء المغربية، يحكي غالي عن خلفيات واثار الموقف الإسباني الجديد، قائلا إنه يدخل في إطار التحول الجذري الذي لم يكن قط في التوقع أوالحسابات. حديث غالي الذي أوردته صحيفة "إلموندو" الإسبانية، أكد فيه "أشعر أنني كأي صحراوي يواجه هذا القرار الخطر للغاية"، فاسبانيا "تركتنا لمصيرنا في 1975 وبعد 47 عاماً،تفعل الشيء نفسه"، وأن ما أقدمت عليه حكومة سانشير من تقارب مع الرباط يعتبر "تحولا جذريا لم نتوقعه من دولة هي السلطة القائمة على الإدارة بحكم القانون" على اعتبار أن اسبانيا هي المستعمر السابق للصحراء المغربية.
"لقد دافعت إسبانيا دوما عن الحل في إطار الأممالمتحدة, استنادا إلى القرارات الأممية, وهو ما يعني الدفاع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي لاستكمال عملية تصفية الاستعمار. ولهذا السبب لا نفهم هذا التحول الجذري من جانب الحكومة الإسبانية"، يضيف زعيم الجبهة.
واعتبر قرار حكومة اسبانيا مفاجئا، لأنها وفق قوله كانت دائما داعمة ومساندة للشعب الصحراوي، وانه في لقائه الاخير في فبراير، على هامش اجتماع للدول الأفريقية والاوربية، لم يخبره بشيء، بل طمأنه وعبر عن دعمه.
وتابع "لطالما دافعت إسبانيا عن حل في إطار الأممالمتحدة على أساس قرارات" الأممالمتحدة، "ما يعني الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي لإكمال عملية نزع الاستعمار. ولهذا السبب لا نفهم تحول الحكومة الإسبانية الجذري".
واتفق المغرب وإسبانيا على مرحلة جديدة في علاقتهما، أساسها احترام الوحدة الترابية للمغرب. وتستعدان لتنظيم زيارة سيقوم بها بيدرو سانشيز ووزير خارجيته خوسي ألباريس عما قريب لتأكيد هذه الإرادة من الجانبين.
وكان بيدرو سانشيز، قد وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، يعترف فيها بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وأن إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".