Getty Images نفى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اليوم السبت تنفيذه غارة جوية على سجن في محافظة صعدة شمالي اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتي قالت منظمات إغاثية إنها أسفرت عن مقتل 70 شخصاً على الأقل، من بينهم مهاجرون ونساء وأطفال. وقال التحالف إن "الادعاءات" التي تتهمه بتنفيذ الغارة، التي سوت مبان بالأرض وتركت رجال الإنقاذ يبحثون بأيديهم العارية عن ناجين بين الحطام، هي ادعاءات "لا أساس لها من الصحة". وقد دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم الذي تزامن مع غارات جوية للتحالف على ميناء الحديدة أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال وعطلت شبكة الإنترنت في هذا البلد الفقير. كما دعا وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى خفض التصعيد بين التحالف والحوثيين. لكن المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي قال إن "المزاعم التي تبنتها الميليشيات غير صحيحة"، وذلك في إشارة إلى المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وقد شهد الأسبوع الماضي تصعيداً كبيراً في الصراع الذي أودى حتى الآن بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشرّد الملايين، متسبباً فيما تصفه الأممالمتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. وجاءت موجة العنف الأخيرة من الحرب الدائرة في اليمن منذ سبع سنوات بعد أن تبنى الحوثيون المدعومون من إيران الاثنين الماضي أول هجوم لهم على أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة الشريكة في التحالف. مرحلة جديدة ويرى مراقبون أن الحوثيين نقلوا الحرب إلى مرحلة جديدة بتبنيهم الهجوم الذي تم بطائرة بلا طيار وباستخدام صاروخ وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وهو أول هجوم مميت تعترف الإمارات بوقوعه داخل أراضيها وتهدد برد انتقامي عليه. وعقب الهجوم قام التحالف الذي تقوده السعودية بتنفيذ عدة ضربات جوية في صنعاء والحديدة ومأرب قال إنها تهدف إلى "تدمير قدرات الميليشيا الحوثية". Reuters إزالة الأنقاض من موقع الغارة الجوية على مركز الاعتقال وجاءت التطورات الأخيرة بالتزامن مع زيارة قام بها الخميس مبعوث الأممالمتحدة هانس غروندبرغ إلى الرياض لمناقشة سبل إنهاء الحرب في اليمن وضمان الاستقرار في شبه الجزيرة العربية. وأدى انقطاع الإنترنت لليوم الثاني على التوالي في اليمن بحسب مؤسسة "نتبلوكس" التي تراقب شبكة الإنترنت، إلى تعقيد جهود الإنقاذ وعمل وسائل الإعلام حيث تباطأ وصول المعلومات بشكل كبير. وعرضت محطة تلفزيون تابعة للحوثيين لقطات من مكان الغارة التي استهدفت سجنا في صعدة لرجال يزيلون الأنقاض بأيديهم ومصابين في مستشفى محلي. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن أحد المستشفيات استقبل أكثر من 200 مصاب. وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، أحمد مهات، إنه "من المستحيل معرفة عدد القتلى. فيما يبدو أنه كان عملاً مروّعا من أعمال العنف". قتلى مدنيون في قصف للتحالف على صنعاء رداً على هجمات أبوظبي عشرات القتلى والمصابين في غارة جوية على سجن في اليمن الحوثيون يحتجزون سفينة شحن ترفع علم الإمارات وقالت ثماني منظمات إغاثة تعمل في اليمن في بيان مشترك إن السجن في صعدة، التي تعتبر معقل الحوثيين، كان يستخدم كمركز احتجاز للمهاجرين الذين شكلوا غالبية الضحايا. ودان مجلس الأمن الدولي، في اجتماع له الجمعة، بالإجماع ما وصفه ب "الهجمات الإرهابية الشنيعة" على أبو ظبي، لكن رئاسة المجلس النرويجية دانت أيضاً الضربات الجوية على اليمن. وفي بيان لاحق ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة "جميع الأطراف بأن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي". خفض التصعيد وتعليقاً على الضربة الجوية، قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يوم الجمعة إن "هناك حاجة إلى خفض التصعيد بين التحالف العسكري الذي تقوده السعودية من جهة وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من جهة أخرى". وأضاف بلينكن في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن "تصعيد القتال لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة ومعاناة الشعب اليمني". EPA مركز الاعتقال في صعدة بعد الضربة الجوية ودانت إيران السبت الغارات الجوية الأخيرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة من أن التحالف "جعل الطريق لتحقيق سلام عادل في البلاد أكثر صعوبة". وتتهم السعودية خصمها الإقليمي إيران بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وبخاصة الصواريخ والطائرات بلا طيار، وهي اتهامات تنفيها طهران. وقال خطيب زادة إنه لم يكن هناك "تصميم جدي للدفع باتجاه التسوية السياسية للأزمة في اليمن"، محذراً من أن ذلك سيقود إلى "تدمير البلاد وإشاعة عدم الاستقرار في المنطقة"، على حد تعبيره. وحذر الحوثيون الشركات الأجنبية من البقاء في الإمارات "غير الآمنة"، في تهديد مبطن بشن هجمات انتقامية بعد ضربات الجمعة. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع: "ننصح الشركات الأجنبية في الإمارات بالمغادرة لأنها تستثمر في بلد غير آمن ولأن حكام هذا البلد يواصلون عدوانهم على اليمن". وكان المتمردون الحوثيون قد سيطروا على العاصمة صنعاء في 2014، الأمر الذي تسبب في تدخل تقوده السعودية- مدعومة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا- في مارس/ آذار 2015. وكان المأمول أن يدوم التدخل بضعة أسابيع فقط، إلا أنه يوشك على دخول عامه الثامن دون حل شامل في الأفق.