لم يمر على قرار الجزائر إلغاء الأنبوب الخط الغاز المار عبر المغرب إلى إسبانيا سوى شهر واحد، حتى أعربت السلطات الإسبانية، لنظيرتها الجزائرية، عن قلقها من إنخفاض شديد في صبيب أنبوب الغاز "ميد غاز" الذي يربط البلدين. واستنادا لما أوردته "صحيفة 'Ok Diario' الإسبانية، فإن توريد الغاز الجزائري نحو إسبانيا، عرف مشاكل في الصبيب، بسبب مشاكل وأعطاب على مستوى فوهة التزويد بالجزائر.
وتعتبر هذه أول مرة تعبر فيها إسبانيا عن قلقها من عدم إحترام السلطات الجزائرية لتعهداتها على لسان الرئيس الجزائري نفسه، عقب المخاوف التي واكبت وقف تزويد الغاز عبر الأنبوب المغاربي المار من المغرب، مضيفا أن "أن مدريد عانت طيلة 54 ساعة من الإنخفاض الشديد، في إمداد الغاز من الجزائر عبر خط أنابيب الغاز الذي يربط التراب الجزائري والإسباني عبر ألمرية.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أنه تم الإخطار بذلك من قبل شركة متخصصة في نقل الغاز الطبيعي في العالم، قامت بتنبيه السلطات الإسبانية بالضعف الشديد لضخ الغاز منذ منتصف ليل الثلاثاء لغاية السادسة من صباح يوم الأربعاء.
وكشف تقرير الشركة اليومي حول تطور المخزون الموافق الأربعاء الماضي 24 نونبر، عن ضعف كبير في ضخ الغاز، حيث ظل الغاز طيلة فترة 13 ساعة عند الحد الأدنى في نظام التوزيع.
وتزامنت هذه التطورات بشأن انقطاع في الأنبوب الجزائري مع شروع الرباط في استغلال أنبوب الغاز المغاربي الذي يصل حقول الغاز في الجزائر بأوروبا، إذ أعلنت شركة ساوند إنيرجي، الثلاثاء، إبرامها اتفاقية حول استغلال الغاز خاصة بتطوير المرحلة 2 من إنتاج غاز تندرارة. وذلك من خلال عقد امتياز موقع مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، لمدة استغلال تدوم 10 سنوات.
وأوضحت الشركة في بيان لها، أنها تعتزم تزويد المغرب بالغاز الطبيعي من حقل تندرارة بعد أن وقعت صفقة مبيعات ملزمة مع المكتب المذكور.
وبموجب الاتفاقية – يضيف المصدر ذاته- فقد التزمت الشركة البريطانية بشروط إنتاج ومعالجة وتسليم الغاز من غاز تندرارة، وفقا لمواصفات الغاز المطلوبة من المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء، ليمر عبر خط أنابيب الغاز "المغاربي-الأوروبي" الذي يربط الجزائر بإسبانيا ويعبر المغرب، بكمية تعاقدية سنوية تصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي لمدة عشر سنوات.