على خلفية إصدار رئاسة الجمهورية الجزائرية بيانا يتهم المغرب بقتل مدنيين كانوا في طريقهم إلى موريتانيا، شددت حكومة مدريد، اليوم الخميس، أنها ستسعى لتفادي التصعيد بين الجزائر والرباط، وأنها تواصل جمع المعطيات والمعلومات بشأن حادثة "الشاحنات الجزائرية" المزعومة. جاء ذلك على لسان، وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، التي اعتبر أن بلاده، تتابع "بقلق" الأحداث الأخيرة في المنطقة المغاربية، بعد أن اتهمت الجزائر المغرب بقتل ثلاثة سائقي شاحنات جزائريين، معتبرا أن إسبانيا "ستبذل جهدها لتفادي التصعيد".
ونقلت صحف محلية، عن رئيس دبلوماسية إسبانيا، في تصريحات أدلى لها، أمام مجلس النواب، "على أن مدريد ستعمل من أجل تجنب "التصعيد" بين هاذين "الشريكين الإستراتيجيين" لإسبانيا.
وأشار ألباريس، أن مدريد تنتظر جمع معلومات عما حدث، بشأن صحة الاتهامات الجزائرية إلى المغرب. قائلا في هذا الصدد، "نتابع بقلق أي شيء قد يؤثر على شريكين استراتيجيين ضروريين أيضا للاستقرار والازدهار في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وهو ما تريده إسبانيا"
اتهمت الجمهورية الجزائرية القوات المسلحة الملكية بقصف شاحنات مدنية أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، وحسب ما ورد في بيان أصدره عبد المجيد تبون، تقول رئاسة الجمهورية إن ثلاثة رعايا جزائريين لقوا حتفهم في قصف لشاحناتهم أثناء تنقلهم على المحور الرابط بين نواكشوط – وورقلة.
وعلى إثر تلك الاتهامات الجزائرية، أكد مصدر مغربي الأربعاء أن المملكة لن تنجر إلى حرب مع جارتها الجزائر، تعليقا على ما وصفه بأنه "اتهامات مجانية" بعد إصدار الرئاسة الجزائرية بيانا يتهم المغرب بقتل مدنيين كانوا في طريقهم إلى موريتانيا.
وقال المصدر، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، "إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة"، مدينا "اتهامات مجانية" ضد المملكة.
وأضاف "إذا كانت الجزائر ترغب في جر المنطقة إلى الحرب من خلال استفزازات وتهديدات، فإن المغرب لن ينساق وراءها".
بينما لم يصدر أي رد رسمي من السلطات المغربية، أكد المصدر الذي فضل عدم كشف هويته أن "المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات".
واعتبر المصدر المغربي أن هذه المنطقة "تتنقل فيها حصريا الميليشيا المسلحة" لجبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر.
وأضاف "إنه لأمر مفاجئ إذن أن تتحدث الرئاسة الجزائرية عن وجود شاحنة في هذه المنطقة، بالنظر إلى وضعيتها القانونية والعسكرية".
يذكر أن الثلاثاء تداولت مواقع اخبارية جزائرية وصفحات فيسبوكية خبر مقتل مدنيين جزائريين في قصف مغربي، قبل أن يخرج الجيش الموريتاني ليكذب الخبر وينفي وقوع أي حادث على الأراضي الموريتانية..