كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) تفاصيل جديدة في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده أواخر العام الماضي قرب طهران، وقالت إنه تم استخدام "روبوت قاتل" في الاغتيال الذي اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذه، مشيرة إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أقروا خطة الاغتيال. ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا بموقعها الإلكتروني استنادا إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، بينهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها. واغتيل فخري زاده -الذي يوصف بأنه أبو البرنامج النووي الإيراني- يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما كان يقود سيارته مع زوجته متوجهيْن إلى منزليهما الريفي في مدينة أبسرد، التي تقع ضمن حدود محافظة طهران وتضم بيوتا فخمة لمسؤولين إيرانيين. وقالت الصحيفة إنه في يوم الاغتيال، قاد العالم النووي الإيراني سيارته من منزله على بحر قزوين باتجاه أبسرد لتمضية إجازة نهاية الأسبوع فيه، على الرغم من أن المخابرات الإيرانية حذرته من مخطط لتصفيته. وبالنظر إلى مركزه، كان يفترض أن يتنقل محسن فخري زاده وسط حماية أمنية، لكن نيويورك تايمز أشارت إلى أنه تجاهل التحذير، وكان يفضل أن يعيش حياة طبيعية. وأوضحت أن إسرائيل كانت تسعى لاغتياله منذ 14 عاما، وأوقفت عام 2009 في اللحظة الأخيرة عملية لتصفيته بطهران بعد أن كشفها الإيرانيون، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان قد تحدث خلال مؤتمر صحفي عام 2018 عن التقدم الذي تحرزه إيران على الصعيد النووي، ودعا حينها إلى تذكّر اسم محسن فخري زاده. كما أشارت إلى أن إسرائيل اغتالت 5 عملاء نووين إيرانيين، وأصابت سادسا، وقتلت أيضا المسؤول الأول عن البرنامج الصاروخي الإيراني و16 من أعضاء فريقه. وذكر تقرير الصحيفة الأميركية أن الاغتيال تم من دون وجود أي عملاء على الأرض وبواسطة روبوت قاتل قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة، وهو سلاح جديد عالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة تعمل عبر الأقمار الصناعية. وأوضح أن النظام الذي استخدم في العملية لم يكن مختلفا عن نظيره "سينتنيل 20" (Sentinel 20) الذي تصنعه شركة "إيسكريبانو" (Escribano) الإسبانية. ووفق المصادر التي تحدثت إليها نيويورك تايمز، فقد بلغ وزن المدفع الرشاش مع الروبوت وباقي الملحقات مجتمعة نحو طن تقريبا، لذلك تم تفكيك المعدات إلى قطع صغيرة، ومن ثم تم تهريبها إلى إيران بطرق وفي أوقات مختلفة، ثم أعيد تجميعها سرا هناك. وورد في التقرير أنه تم بناء الروبوت ليتناسب مع حجم حوض الشاحنة الصغيرة من طراز "نيسان زامياد" (Nissan Zamyad) التي يشيع استخدامها في إيران، وكذلك تم تركيب كاميرات في اتجاهات متعددة على الشاحنة لمنح غرفة القيادة صورة كاملة ليس فقط للهدف وتفاصيله الأمنية، ولكن للبيئة المحيطة. وفي النهاية، تم تفخيخ الشاحنة حتى يمكن تفجيرها عن بعد وتحويلها إلى أجزاء صغيرة بعد انتهاء عملية القتل من أجل إتلاف جميع الأدلة، وفقا لنيويورك تايمز. وبغرض تحديد الهدف بدقة، وضع عملاء إيرانيون جنّدهم الموساد الإسرائيلي الشاحنة الصغيرة على جانب الطريق الذي يسلكه فخري زاده، والتظاهر بأنها معطلة، في حين تم تزويدها بكاميرا مرتبطة بأقمار صناعية ترسل الصور مباشرة إلى مقر قيادة العملية. وأكد تقرير الصحيفة الأميركية أن العملية بكاملها استغرقت أقل من دقيقة، وتم خلالها إطلاق 15 رصاصة فقط، حيث أشار محققون إيرانيون إلى أن الرصاصات لم تصب زوجة فخري زاده التي كانت تجلس على بعد سنتيمترات قليلة منه. وكانت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء ذكرت بعد أيام من الاغتيال أن العملية استغرقت قرابة 3 دقائق فقط، وأنه لم يكن ثمة عنصر بشري في مكان الاغتيال، مشيرة إلى أنه تم إطلاق النار على سيارة العالم النووي بأسلحة آلية جرى التحكم بها عن بعد. وحينها أيضا، نقلت وسائل إعلام إيرانية أخرى أن الأسلحة المستخدمة في الاغتيال صناعة إسرائيلية، وتم التحكم بها بواسطة الأقمار الصناعية. المصدر : نيويورك تايمز + وكالة الأناضول