اختار حزب "الاستقلال" منذ الوهلة الأولى التي تلت الإعلان عن نتائج استحقاقات السابع من أكتوبر، الاصطفاف إلى جانب عبد الاله ابن كيران و إعلان المشاركة في حكومته بدون شروط، معبرا عن رغبته في الاصطفاف إلى جانب ما أسماه ب "القوى الوطنية الديمقراطية". غير أن إعلان حزب علال الفاسي قبوله التحالف مع "البيجيدي" خلق زوبعة داخل المشهد السياسي المغربي، خاصة في ظل اشتراط الرئيس الجديد لحزب "الأحرار" عزيز أخنوش التخلي عن رفاق شباط في التحالف الحكومي المقبل، كشرط أساسي للانضمام إلى الحكومة، قبل أن يذهب في نفس الاتجاه حزب "الحركة الشعبية". وللاقتراب أكثر من مشهد الصراع الدائر بين هذه الأحزاب حول التشكيل الحكومي المرتقب، أكد عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب "الاستقلال"، في حديث خص به "الايام 24"، أن مناورات تحدث في الكواليس لعزل الحزب. و أضاف أن "أسباب البلوكاج الحكومي لم تعد سرا أو في حاجة إلى تصريحات من هنا وهناك، بل هي واضحة تتمثل في أمرين"، حسب ذات المتحدث. الأمر الأول، يشرح بنحمزة، هو "معاقبة حزب الاستقلال لأنه رفض الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية و على نصوص الدستور، وهو ما كان مخططا له مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات ليلة الجمعة السبت 7 و 8 أكتوبر". والأمر الثاني، هو "عزل عبد الإله بنكيران داخل حكومة تكون الأحزاب الإدارية هي أبرز مكوناتها، وهذا الأمر رفضناه بكل وضوح ورفضه رئيس الحكومة، لأن الاعتراض على حزب الاستقلال هو عنوان أزمة شديدة ترتبط بالاختيار الديمقراطي لبلادنا والذي لم يستوعب البعض بأنه مقتضى دستوري لا يمكن تحت أي ظرف التفريط فيه ". وتابع بنحمزة في حديثه ل"الأيام 24": "الذين يعترضون على حزب الاستقلال، إنما هم يقومون بدور المناولة لنفس الجهة التي سعت إلى إفساد إقتراع 7 أكتوبر و التحكم في مخرجاته، و ما تبع ذلك من محاولة للانقلاب على النتائج و على تنفيذ الملك لروح و منطوق الفصل 47 من الدستور"، وهذا الأمر، يضيف الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، "يعتبر عنوان أزمة سياسية عميقة لا تتعلق فقط بمسار تشكيل الحكومة". و يضيف عضو المكتب التنفيذي لحزب الميزان: "يظهر اليوم جليا الرغبة لدى البعض في فرملة التحول الديمقراطي و المس المباشر بالاختيار الديمقراطي لبلادنا والذي أضحى أمرا دستوريا لا يمكن المساس به".