ينتظر أن تعيد المباحثات الهاتفية، التي أجريت بين الملك محمد السادس، والرئيس النيجيري محمد بوخاري، مؤخرا، المضي في تسريع التدابير الرامية إلى مد أنبوب غاز يمتد من نيجيريا إلى المغرب ويزود أوروبا بالغاز، وهو مشروع قدرت تكلفة إنجازه بحوالي 25 مليار دولار. المشروع تم التوقيع عليه في الرباط بمناسبة زيارة رسمية لمدة يومين قام بها الرئيس النيجيري محمد بوخاري إلى المغرب في 2018. وكان أعلن عنه في دجنبر 2016 بمناسبة زيارة الملك إلى أبوجا حيث التقى محمد بخاري في إطار التعاون الثنائي، وتم إطلاق دراسة الجدوى في ماي 2017.
وينتظر أن يمتد أنبوب غاز على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا ليعبر الصحراء المغربية نحو الشمال ومنه إلى القارة الأوروبية.
الخضر عبد الباقي محمد أستاذ الاتصال الدولي ومدير المركز النيجيري للبحوث العربية، يرى في تصريح ل"الأيام24″، أن الاتصالات الهاتفية التي تتم بين الملك محمد السادس، والرئيس محمد بوخاري، هي في الحقيقة تعطي دفعة قوية لمسيرة العلاقات بين البلدين، حيث هناك الكثير من الأمور والمشاريع التي دخلا فيها الطرفان، ولكن بهذه المباحثات بين القيادتين، تتحرك الكثير من الملفات سواء في الجانب السياسي، من قبيل الاتفاقات السياسية التي تجمع البلدين ومتابعتها، أو في الجانب الاقتصادي، حيث هناك الكثير من المشروعات الاقتصادية".
وأضاف أستاذ الاتصال الدولي، "وفيما يخص الاتصال الهاتفي تحديدا، فإن هذا الأخير حرك المياه الراكدة التي شابت مشروع نقل الغاز بين المغرب ونيجيريا، خاصة في ظل الكثير من الشائعات والإشكالات والتكهنات الغير الصحيحة، التي أثيرت حولها، فكانت هذه المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس محمد بوخاري، بمثابة الدفعة المحركة لهذا الملف الذي هو في الحقيقة خلال السنتين الماضيتين شهد ركودا إلى حد ما.
وأشار إلى أن "المكالمة الهاتفية أيضا حركت المياه الراكدة في مشروع نقل الغاز بين المغرب ونيجيريا، كما أزالت التكهنات التي تتار من حين لأخر على مستوى إعلام البلدين، فيما قد يتعلق أن يكون شيء من التراجع عن المشروع، وأبدا ليس هناك تراجع، بدلالة ما أكدت عليه المكالمة الهاتفين بين الملك محمد السادس، والرئيس محمد بوخاري.
ومما لا شك فيه فإن مشروع الغاز بين المغرب ونيجيريا، سيفتح الباب أمام الرباط للدخول بقوة إلى منطقة غرب إفريقيا من بوابة الغاز النيجيري، كما يأتي ضمن استراتيجية المملكة المغربية، التي تسعى لتكون ضمن مجموعة دول غرب إفريقيا الاقتصادية، وهي سوق نشطة وواعدة في القارة الإفريقية.