يبدو أن وزير الصحة خالد آيت الطالب وجد نفسه في موقف محرج، أمام الرأي العام والسلطات، بعد تأخر تسلم لقاح "سينوفارم" الصيني على الرغم من تأمين المغرب للقاح بشكل مبكر عبر المشاركة في التجارب السريرية وتوقيع اتفاقيتي شراكة وتعاون مع المختبر الصيني في غشت الماضي. هذا الحرج تحول إلى قلق وترقب بعد استقالة لي زيمينغ، الرئيس المدير العام لمجموعة "سينوفارم"، المنتجة للقاح ضد كورونا، الذي ينتظر المغرب جرعات منه، ولي هوي، الرئيس التنفيذي وعضو اللجنة الاستراتيجية ولجنة التدقيق، حسب بلاغين لبورصة هونكونغ.
وفي وقت اكتفى البلاغ بإرجاع الإستقالة إلى "أسباب شخصية"، ذكرت سينوفارم إن المسؤولين الحاليين "يؤدون واجباتهم بشكل طبيعي"، مضيفة أنه تم تعيين يو تشينغ مينغ مديرا جديدا لمجلس الإدارة.
وعبر آيت الطالب عن استيائه من تعامل الشركة الصينية مع المغرب وتأخير تزويده باللقاح في الوقت الراهن، كما أنها ترفض منح الضوء الأخضر لشركات الأدوية المغربية لإنتاج اللقاح محليا وتسويقه لبلدان القارة الإفريقية، وهو ما كان متوقع شهر دجنبر الماضي.
ولهذا رخصت وزارة الصحة بشكل مستعجل للقاح "أسترازينيكا" البريطاني، ومن المرتقب أن تشرع في تلقيح المغاربة بداية الأسبوع المقبل إذا ما تمت العملية وفق ما اتفقت عليه السلطات الصحية المغربية والبريطانية والهندية، التي تنتج اللقاح بترخيص من شركة "أسترازينيكا". لكن العائق يكمن في قلة الجرعات المطلوبة من اللقاح البريطاني، بالمقارنة مع اللقاح الصيني، وإذا ما واصلت "سينوفارم" تأخرها في تزويد المغرب فإن هذا التأخر سيؤدي إلى عرقلة الحملة الوطنية للتطعيم.