أشاد تقرير أمريكي صادرعن مؤسسة FPRI الأمريكية، بالعلاقة التي تجمع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب، منذ أمد بعيد، عكس دولة تونسوالجزائر، خاصة هذه الأخيرة التي تعرف علاقاتها بواشنطن نوعا من البرودة والجمود. "إلا أنه في السنين الأخيرة عرفت العلاقة بين الجزائروأمريكا طفرة نوعية" يقول التقرير، بسبب التهديدات الإرهابية التي تعرفها المنطقة، خاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة بوكو حرام، وجميع فصائل المتطرفين في دول الساحل، الأمر الذي يتطلب تنسيقات أمنية وتدريبات ميدانية لمكافحة الإرهاب، بين الدولتين. وأفاد التقرير أن الجزائر تعرف عزلة بالمنطقة، وتنظر بعين العداء إلى أمريكا، كما تسعى إلى إضعافها من خلال توطيد علاقتها مع روسيا، التي تجمع بينهما صفقات اقتناء الأسلحة، واصفا العلاقة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية بالمتأرجحة والباردة جراء السياسة الانطوائية التي تنهجها الديبلوماسية الجزائرية، إلا أن موضوع مكافحة الارهاب يقرب البلدين معا، للعمل سويا على مكافحة التطرف بالمنطقة. وانتقد التقرير بشدة، شيخوخة السياسة الجزائرية، في شخص عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا أن الجزائر مقصرة في تعاملها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عكس تونس والمغرب، حيث أثنى التقرير على هذا الأخير معتبرا إياه ينهج سياسة هامة ولديه علاقات متعددة، وذلك من خلال تنويع شراكاته بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي في مختلف الميادين، مؤكدا أن صورة المملكة المغربية ايجابية في واشنطن. العمليات الاستخباراتية المغربية، شدت أنظار مسؤولي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقارنها التقرير، بنظيرتها الجزائر، التي تتخوف منها واشنطن، لأنها على صفيح ساخن، خاصة فيما يتعلق بالمجال الديني، الذي يمتلك الملك محمد السادس زمام أموره، وينهج سياسة الإسلام المعتدل، ويحارب التطرف الديني والفكري.
واعتبر التقرير أن المغرب يسير بشكل رصين نحو تأسيس القيم الديمقراطية، بالإضافة إلى خلقه مبادرات تنموية، وشراكات اقتصادية، مع مختلف الدول، ومن ضمنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأمر الذي لا يحصل مع الجزائر يقول تقرير مؤسسة FPRI. ودعا التقرير الأمريكي في الأخير الجزائر إلى المبادرة لخلق تعاون في مجال الاستخبارات الأمنية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب بالمنطقة، عوض نهج سياسة التوقع على الذات.