واصل بايرن ميونيخ الألماني عروضه الباهرة وبلغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بكرة القدم، بفوزه على ليون الفرنسي 3-صفر في نصف النهائي على ملعب "جوزيه ألفالادي" في لشبونة. ويعود الفضل بفوز بايرن إلى سيرج غنابري الذي سج ل ثنائية في الدقيقتين 18 و33، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي (89). وضرب بايرن موعدا الأحد في المباراة النهائية التي ستشكل خاتمة موسم توقف لأشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، مع باريس سان جرمان الفرنسي الفائز امس الثلاثاء على لايبزيغ الألماني بثلاثية نظيفة أيضا. وهو الفوز العاشر لبايرن في مبارياته العشر في دوري الأبطال هذا الموسم (عادل رقما قياسيا كان يتشاركه النادي البافاري بنفسه مع ريال مدريد الإسباني)، إذ أنهى دوري المجموعات دون أن يخسر أي نقطة، وواصل بعد ذلك مسيرته الناجحة مطيحا بكل منافسيه في الأدوار التالية. ونجح رجال المدرب هانزي فليك بايقاف مغامرة الفريق الفرنسي عند دور الأربعة بعدما شاهدوا كيف أقصى في طريقه لملاقاتهم كلا من يوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنكليزي في ثمن وربع النهائي تواليا، مستخدمين سلاحهم الهجومي الفتاك الذي كانت نتيجته ثمانية أهداف في مرمى برشلونة الإسباني في ربع النهائي. وأصبح الفريق البافاري على بعد خطوة وحيدة من تكرار انجاز 2013 والثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال) التي احرزها حينها بقيادة مدربه السابق الأسطوري يوب هاينكيس. وقال فليك بعد المباراة "كنا نعلم أن الأمر سيكون صعبا، لقد تأهلوا بعد عرضين رائعين ضد سيتي ويوفنتوس. إنهم أقوياء من الناحية التكتيكية وتسببوا لنا في مشاكل في بداية المباراة. نحن نعلم أننا بحاجة لتحسين الدفاع. قلنا سابقا إنه لا يمكننا تحمل تكلفة خسارة الكرة بسهولة، لكننا خسرناها". وسبق لبايرن ان خاض غمار المباراة النهائية عشر مرات سابقا حقق اللقب في نصفها (1974 و1975 و1976 و2001 و2013). وللمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال يصل فريقان لنصف النهائي تم استبدال مدربيهما خلال الموسم، إذ حل الفرنسي رودي غارسيا بدلا من البرازيلي سيلفينيو في تشرين الأول/أكتوبر في ليون، وفليك بدلا من الكرواتي نيكو كوفاتش في تشرين الثاني/نوفمبر لدى بايرن. وفشل غارسيا في الاقتداء بمواطنه ديدييه ديشان (المدرب الحالي لمنتخب فرنسا) كمدرب فرنسي يقود فريق من بلاده إلى المباراة النهائية، عندما قاد موناكو في موسم 2003-2004 لكنه خسر أمام بورتو البرتغالي صفر-3. بدأ الفريق الفرنسي المباراة بضغط هائل على المرمى الألماني وكاد الهولندي ممفيس ديباي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الرابعة بعد انفراده بالحارس مانويل نوير، لكن تسديدته اصابت الشباك الخارجية. وأهدر الكاميروني كارل توكو ايكامبي فرصة ثمينة لليون بعد تلاعبه بالمدافعين والحارس لكنه سدد في القائم (17). وعاقب غنابري ليون ولاعبيه على اضاعتهم للفرص التي اتيحت لهم، بعدما شن زملاؤه هجمة مرتدة مرر له على اثرها جوشوا كيميتش الكرة، فتقدم بها وسدد من على مشارف منطقة الجزاء كرة يسارية قوية على يمين الحارس البرتغالي أنتوني لوبيز (18). ولم يهبط التأخر بهدف من عزيمة الفرنسيين الذين حاولوا تسجيل هدف التعادل، لكن البافاريين رصوا صفوفهم وأصلحوا مكامن الخلل الدفاعي الذي عانوا منه في نصف الساعة الأول، وضاعفوا تقدمهم بهدف ثان لغنابري المستفيد من تمركزه داخل المربع بعد ارتداد محاولة البولندي روبرت ليفانودوفسكي من لوبيز، فتابعها في المرمى (33). وهو الهدف التاسع للاعب البالغ 25 عاما في دوري الأبطال في تسع مباريات. ومنح الهدف الثاني سيادة كاملة للبايرن على مجريات ما تبقى من الشوط الأول وسط تقهقر خصمهم الذي كاد يتلقى الهدف الثالث لولا تسرع ليفاندوفسكي الذي لم يصب الكرة (38). واهدر الكرواتي ايفان بيريشيتش المعار من إنتر ميلان الإيطالي فرصة تسجيل هدف قتل المباراة بعد انفراده بالحارس لوبيز الذي انقذ مرماه ببراعة (51). وخفف لاعبو بايرن من وتيرتهم لادخار شيئا من طاقتهم للفريق الفرنسي الآخر باريس سان جرمان في النهائي، ما أفسح المجال أمام ليون لتشكيل خطورة على مرمى نوير الذي وقف بالمرصاد. وأبى ليفاندوفسكي الا وان يضع بصمته على سجل المباراة بتسجيله الهدف الثالث لفريقه بضربة رأسية (89). ورفع ليفاندوفسكي رصيده في صدارة ترتيب الهدافين إلى 15 هدفا، ليتخطى رفقة غنابري الرقم المسجل باسم ثنائي ريال مدريد الإسباني في موسم 2013-2014 البرتغالي كريستيانو رونالدو (17 هدفا) والويلزي غاريث بايل (6 اهداف) اللذين سجلا معا 23 هدفا. وسجل ليفاندوفسكي حتى الآن في تسع مباريات متتالية في البطولة ليعادل رقم الهولندي رود فان نيستلروي عام 2003 ويقترب من رونالدو (11 مباراة) في عام 2018، كما أصبح على بعد هدفين من معادلة رقم الدون البرتغالي (17 هدفا) في موسم واحد 2013-2014. وقال الكندي ألفونسو دايفيس بعد المباراة "انا سعيد بالنتيجة، بالنسبة لي، إنه حلم تحقق. اللعب في نهائي دوري أبطال أوروبا، إنه كل ما يمكنك أن تتمناه (…) بالتأكيد باريس سان جرمان لن يكون سهلا في النهائي. نخوض كل مباراة على أساس أنها مباراة نهائية، وهذا ما سنقوم به ضد سان جرمان". وكان الاتحاد القاري للعبة (ويفا) نقل مباريات ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة الختامية إلى البرتغال بعدما أدخل تعديلا على نظام البطولة في نسختها الحالية، جراء تفشي فيروس "كوفيد-19". حيث أقيمت بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة عوضا عن ذهاب وإياب، وبغياب الجمهور إذ تقام المباريات خلف أبواب موصدة.