Getty Imagesطلاب متظاهرون على مقربة من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي اشتعلت مظاهرات في مدن هندية عديدة احتجاجا على قانون جديد مثير للجدل يمنح الجنسية للمهاجرين من غير المسلمين، ووقعت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين. ويمنح القانون الجديد حق المواطَنة للمهاجرين غير المسلمين من ثلاث دول ذات أغلبية مسلمة إذا كانوا يواجهون اضطهادا دينيا. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقلت متظاهرين في العاصمة دلهي حيث أُضرمت النيران في حافلات وأُغلقت طرق. وخرجت مظاهرات في شمالي وشرقي الهند عقب تمرير القانون. وعُطلت خدمات الإنترنت في العديد من المدن التي تشهد مظاهرات. واستأنف طلاب الجامعات مظاهراتهم اليوم الاثنين. * مشروع قانون في الهند يسمح بتجنيس أقليات غير مسلمة * الدعاء الهندوسي الذي تحول إلى شعار تحريض ضد المسلمين وخرجت مظاهرة حاشدة ضد القانون في ولاية بنغال الغربية بقيادة ماماتا بانِرجي، زعيمة حزب مؤتمر ترينامول الحاكم في الولاية. ومن المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في المظاهرات. ويقول معارضون إن القانون مناهض للمسلمين، بينما يخشى آخرون -لا سيما في المناطق الحدودية- أن يؤدي القانون إلى تدفق مهاجرين بمعدلات كبيرة. ولقي ستة أشخاص مصرعهم على مدى خمسة أيام من الاضطرابات. وناشد عدد من المحامين المحكمة العليا بالتدخل، مشيرين إلى أن أفراد الشرطة اعتدوا على الطلاب في حمامات الجامعة، غير أن رئيس القضاة قال إن المحكمة لن تتخذ أي إجراء إلا بعد أن يتوقف الطلاب عن التظاهر. وأصدرت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا تحذيرات سفر لموطنيها المتجهين إلى شمال شرقي الهند، مطالبة إياهم بتوخي الحذر. ماذا يحدث في دلهي؟ في صباح اليوم الاثنين، استمرت المظاهرات في الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، وكان الطلاب قد نظموا مسيرة يوم أمس الأحد انتهت بالصدام مع أفراد الشرطة. وأطلقت الشرطة صباح اليوم الاثنين سراح نحو 35 طالبا كانت اعتقلتهم يوم أمس. وأدانت نائبة رئيس الجامعة، نجمة أختار، تدخل الشرطة يوم الاثنين وصرحت للصحفيين بأنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد الشرطة ويطالبون بإجراء تحقيق على أعلى مستوى. كما نفت نجمة شائعات حول مقتل طلاب. Getty Imagesالشرطة تقول إنها فعلت الضروري لوقف التظاهرات في دلهي ولم يتضح بعد مَن الذي بدأ العنف لكن هناك أحجارا قذفت نحو قوات الشرطة التي ردّت بالغاز المسيل للدموع. وقالت وسائل إعلام محلية إن نحو 60 شخصا، بينهم طلاب وأفراد شرطة، أصيبوا بجروح، كما أضرمت النيران في ثلاث حافلات وعدد من الدراجات النارية. ونفى الطلاب اللجوء إلى العنف، وقال أفراد من الشرطة لمراسل بي بي سي إن مثيري شغب محليين يقفون وراء الاضطراب. وقالت الجامعة إن الشرطة فيما بعد اقتحمت الحرم الجامعي دون إذن، وأظهرت مقاطعُ فيديو أفرادا من الشرطة وهم يعتدون على الطلاب داخل الجامعة. وأظهرت فيديوهات نشرها الطلاب أفرادا من الشرطة وهي تضرب طلابا داخل الحرم الجامعي في المكتبة والحمامات. وقالت الشرطة إنها فعلت “الضروري” لوقف المظاهرات. وطولبت مدارس في جنوبي دلهي بمواصلة غلق أبوابها اليوم الاثنين. وتظاهر مئات الأشخاص في أجزاء أخرى من المدينة، بما في ذلك جامعة جواهر لال نهرو وأمام مقرّات شرطة المدينة. ماذا قالت المحكمة العليا؟ قال رئيس القضاة، شاراد بوبدي: “ثمة ممتلكات عامة تتعرض للتلف، وحافلات تُحرَق. سنراعي الأمور، لكن كل ذلك يجب أن يتوقف”. وأضاف شاراد أن المحكمة لم تكن ضد المظاهرات السلمية، لكن “هذه الأجواء يجب أن تهدأ”. “إذا استمرت المظاهرات وأعمال العنف، فلن ننظر قضية في هذا الصدد.” وانتقد رئيس القضاة مظاهرات الطلاب، قائلا إنهم لا يستطيعون أن “يطبقوا القانون بأيديهم”. وأضاف شاراد: “ليس في وسع المحكمة أن تفعل شيئا الآن. فلينته الشغب أولًا”. ماذا كان رد الفعل في مدن هندية أخرى؟ أظهر بثٌ مباشر لمقطع فيديو من مدينة لكناو شمالي الهند، اليوم الاثنين، عددا من الطلاب في جامعة ندوة يرشقون قوات أمنية بالحجارة، وردت قوات الأمن بالمثل برشق الطلاب بالحجارة. وحوصر الطلاب داخل الحرم الجامعي. وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون المحلي أفرادا من الشرطة وهم يضربون الطلاب بعصي غليظة. ولا يزال الوضع منذرا بمزيد من التوتر، وسط توقعات بزيادة المظاهرات، وبالفعل أعلن طلاب معهد التقنية في مدينة تشناي الجنوبية أنهم سيخرجون في مظاهرة بعد منتصف اليوم الاثنين. وأعلن طلاب في جامعة دلهي عن تضامنهم عبر مقاطعة الامتحانات. ماذا حدث يوم الأحد؟ خرج مئات الطلاب يوم أمس الأحد في مدن هندية في أنحاء البلاد تضامنا مع زملائهم المتظاهرين في الجامعة الملية الإسلامية. وفي مدينة عليكره شمالي البلاد، وقع صدام بين طلاب في جامعة عليكره الإسلامية وقوات الشرطة، مما دفع الجامعة إلى إغلاق أبوابها حتى الخامس من يناير/كانون الثاني. وفي الجنوب شهدت مدينة حيدرأباد خروج مظاهرة كبرى، حيث رفع طلاب جامعة مولانا أزاد الأردية لافتات تحمل شعارات منددة بأفعال الشرطة في دلهي. وفي عاصمة الهند المالية، مومباي، أعرب طلاب من معهد تاتا للعلوم الاجتماعية عن تضامنهم عبر تنظيم مسيرة شموع. وزعم بعض الطلاب في دلهي أن أفرادا من الشرطة تحرشوا بهم جنسيا واعتدوا عليهم يوم الأحد. ونظم طلاب مسيرات تضامنية في مدن هندية أخرى مثل فاراناسي وكولكاتا. لماذا يثير هذا القانون كل تلك الانقسامات؟ يؤهل القانون غير المسلمين من كل من بنغلاديش وباكستان وأفغانستان ممن دخلوا الهند على نحو غير شرعي للحصول على حق المواطَنة. وتقول الحكومة بزعامة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي إن القانون يستهدف تعديل أوضاع أولئك الفارّين من اضطهاد ديني. ويقول معارضون إن القانون يأتي في إطار أجندة حكومية لتهميش المسلمين، فيما يعد انتهاكا للمبادئ العلمانية التي ينص عليها الدستور. وأعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، في وقت سابق من الأسبوع، عن قلقه من أن يكون القانون الجديد قائم على تمييز في طبيعته. وتنفي الحكومة أي تحيز ديني، وتقول إن المسلمين لا يدخلون ضمن الفئات التي شملها القانون الجديد؛ لأنهم ليسو أقليات، ومن ثم فهم ليسوا بحاجة إلى حماية الهند. لكن سكان ولاية أسام شمال شرقي الهند يخشون أن تتجاوز أعدادُ المهاجرين غير الشرعيين من غير المسلمين القادمين من بنغلاديش أعداد السكان الأصليين. ويقول سكان ولاية أسام إن هؤلاء المهاجرين سيستولون على الأرض والوظائف في الولاية، وسينتهي الأمر إلى السيطرة على ثقافة وهوية سكانها.