التجاهل وعدم الاكتراث، هو العنوان الوحيد للعلاقة الحالية ما بين الأردن ودول الخليج العربي، وهو في نهاية المطاف حبٌّ من جانب واحد، ترجمه العاهل الأردني عبد الله الثاني، حينما زار كلاً من السعودية والإمارات إحدى عشرة مرة، خلال الفترة القريبة الماضية، لكن أياً من قادة الدول الخليجية لم يزر الأردن بصورةٍ رسمية، سوى زيارةٍ يتيمة لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. - إخفاق أردني
في الوقت الذي حضر فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركة في القمة المغربية الخليجية في العاصمة السعودية الرياض، استبعدت الأردن من دعوتها للمشاركة، وهو ما أثار استغراب مراقبين تحدثوا ل "الخليج أونلاين"، خاصة أن عمّان كانت ضمن القائمة المرشحة للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي جنباً إلى جنب مع الرباط.
ما يعنيه ضمناً استبعاد الملك عبد الله الثاني، وجود موقفٍ خليجي غير راضٍ عن المواقف الرسمية للأردن فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، في حين رأى مراقبون أن "الأردن الرسمي أخفق مجدداً في سياساته المختلفة في التقارب مع المملكة العربية السعودية لضمان مقعد في القمة الخليجية الأخيرة، أو حتى الدخول ضمن نطاق دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مقترحٌ خليجي بالدرجة الأولى، خاصة أن الأردن كان على الدوام يتمتع بقدرٍ كبير من الاحترام في كافة المحافل الخليجية، وهو الأقرب جغرافياً للخليج والأكثر اهتماماً بشؤونه من المغرب.
وبالتزامن وزيارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما إلى الرياض، عقدت للمرة الأولى القمة المغربية الخليجية في العاصمة السعودية، لبحث وبلورة مواقف موحدة حيال القضايا الإقليمية والدولية وصولاً لشراكة جديدة بين الرباط ودول مجلس التعاون الخليجي.
- رسائل تطمين متأخرة
إذاً، لم تكن زيارة وليّ وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى عمان قبيل القمة الخليجية بأيام بهدف دعوة ملك الأردن لحضور القمة، إلا أن اللافت في الزيارة هو قيام الحكومة الأردنية باستدعاء السفير الإيراني للاحتجاج على تدخّلات طهران في الشؤون العربية، وهي رسالة فُهم منها تعاطي عمّان الإيجابي مع مواقف السعودية في نزاعها المعلن مع إيران.
وفيما صدر أكثر من إعلان على لسان وزير الإعلام الأردني الدكتور محمد مومني يشير إلى أن بلاده تعتبر إيران "دولة مقلقة"، فإن الأسباب التي تفسر غياب الأردن عن الاجتماع الأخير للقمة الخليجية ما تزال غامضة، خصوصاً أن الجانب الأردني "منع رسمياً" النواب والصحافة في عمان من التسبب بأي إحراج للعلاقات السعودية - الأردنية عبر التركيز على آثار الجسر المزمع إنشاؤه مع مصر على خليج العقبة الأردني.
- السعودية.. سياسة جديدة
الكاتب والمحلل السياسي وليد العجرمي قال ل"الخليج أونلاين": إن "الأردن في موقفٍ لا يحسد عليه، فسنوات العسل التي كان يبني عليها المسؤولون الأردنيون آمالهم وطموحاتهم الاقتصادية ربما تبخرت إلى غير رجعة، مع وجود سياسة جديدة للمملكة العربية السعودية، تقوم على المصالح المتبادلة، وليس الأعطيات".
وقال: "الأردن الذي لم يسارع إلى إرسال قواته القتالية لليمن، ومن ثم لم تستجب للمطلب السعودي في حينه، باتت مطالبة بدفع الثمن، من خلال تهميشها خليجياً"، وقال: "القمة الخليجية التي عقدت كانت موقفاً مدوياً من دول الخليج، والسعودية على وجه التحديد، من خلال مشاركة ملك المغرب فيها دون ملك الأردن".
من الواضح- بحسب مراقبين تحدثوا ل "الخليج أونلاين"- أن السعودية لا تريد أية علاقات عربية مع إيران، وبالأخص الأردن، فخطوة عمان باستدعاء السفير الإيراني للاحتجاج، والأردني من طهران عبد الله أبو رمان للتشاور، لم تكن كافية بنظر السعودية التي تتخوف من أي تقارب إيراني – أردني.
وطالب النائب خليل عطية بضرورة بقاء العلاقات إيجابية مع دول الخليج العربي رداً على استبعاد مجلس التعاون الخليجي للأردن من القمة التي عقدت بحضور المملكة المغربية.
وقال عطية في تصريح ل"الخليج أونلاين": "العلاقة مع الخليج العربي يجب أن تبقى مستمرة ومتواصلة على أسس أخوية"، لكنه عاد ليؤكد ضرورة البحث عن بدائل في الوقت الراهن لما فيه مصلحة الأردن، وأضاف: "إذا كان الإخوة في الخليج قد أغلقوا منظومتهم على أنفسهم فهم أحرار، لكن من حقنا أيضاً الحفاظ على مصالحنا".