أكد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أحمد أحمد، مساء أمس الثلاثاء بمراكش، أن تطوير كرة القدم الإفريقية يبقى رهينا بتوفر القارة على أندية كبيرة واستحضار كل الشروط التي تمكن اللاعبين من تقديم أداء جيد، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الرياضية وضمان تغطية صحية للممارسين والممارسات. وأضاف خلال الندوة الصحفية التي أعقبت انتهاء أشغال المناظرة الإفريقية حول كرة القدم النسوية، التي نظمت على مدى يومين تحت رعاية الملك محمد السادس تحت شعار" لنرفع التحدي"، أن بعض الدول حققت تقدما في ميدان كرة القدم من خلال إضفاء طابع الاحترافية على هذا المجال، وضمنها المغرب، الذي سجل نتائج مهمة في مجال تطوير لعبة كرة القدم. واستطردا قائلا إن المغرب استثمر كثيرا في ميدان كرة القدم، معتمدا في ذلك على الانسجام القائم بين ما تقوم به الحكومة المغربية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والقطاع الخاص، مما يجعل المملكة نموذجا يحتذى به، مضيفا أن الوصول إلى هذا المستوى، يستدعي البدء، كما كان الأمر بالنسبة لجنوب افريقيا ودول أخرى، بإحداث مراكز للتدريب وأندية منظمة بشكل جيد، وتحترم الحد الأدنى الضروري المتعامل به في هذه اللعبة. وأبرز أحمد أحمد، من جانب آخر، أن التوصيات المنبثقة عن هذه المناظرة، كثيرة ويصعب تلخيصها، وتتعلق في مجملها بتطوير التحكيم والتدريب، وبالجانب المتعلق بالرعاية، والعراقيل الثقافية التي تحول دون تطوير كرة القدم النسوية. وفي ما يتعلق بملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، قال المسؤول الإفريقي إن المغرب جزء من إفريقيا، وله الإمكانيات، التي لا يمكن لأحد انكارها، لتنظيم هذه التظاهرة العالمية، مشيرا إلى أنه على الدول الإفريقية أن تتعامل مع هذا الترشح بجدية، باعتباره حقا مشروعا لإفريقيا، التي حظيت لمرة واحدة خلال مائة سنة، بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم. وقال إن إفريقيا ساهمت في تطوير كرة القدم العالمية، ومن العدل أن تحتضن مرة ثانية هذه الكأس، داعيا شركاء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بآسيا وأوربا وأمريكا، إلى ملف ترشيح المغرب. كما ذكر أحمد أحمد بالقرارات الاستراتيجية التي اتخذتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، خلال السنة الأولى من توليه رئاسة هذه المؤسسة، من ضمنها تبني مجموعة من الاصلاحات التي تروم ارساء حكامة أفضل، واعتماد هيكل أساسي ل"الكاف"، والرفع من عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم من 16 إلى 24 فريقا، وإعادة النظر في رخص المدربين ودعم المنتخبات الخمس المؤهلة لكأس العالم، فضلا عن استخدام الفيديو في التحكيم خلال المباريات. وشارك في هذه المناظرة، العديد من الفعاليات الرياضية، الإفريقية والدولية، من ضمنها أعضاء المكتب التنفيذي "للكاف" وأعضاء بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وممثلي الاتحادات الإفريقية لكرة القدم ولاعبات سابقات وحاليات وحكاما ومدربين، إلى جانب خبراء ومتخصصين في هذا المجال. وتروم هذه المناظرة، المنظمة بمبادرة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لهذه اللعبة، بلورة مسار جديد لتطوير كرة القدم النسوية بالقارة. كما توخت هذه التظاهرة، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تحديد خارطة طريق واقعية على أساس استراتيجية تروم النهوض وتنمية كرة القدم النسوية بالقارة الإفريقية، والعمل على تمكينها من كل الإمكانيات الضرورية حتى تتبوأ المكانة اللائقة بها على الصعيد الدولي. وتناول المشاركون في هذه المناظرة الإفريقية محاور همت تطوير ومستقبل اللعبة في إفريقيا، من ضمنها كيفية توسيع ممارسة الفتيات لكرة القدم وتطوير تكوين مدربي ومدربات وحكام هذه الفئة، والسبل الكفيلة بتطوير طرق التمويل والإشهار. كما تم التطرق لمواضيع همت المنافسات الخاصة بكرة القدم النسوية ووجهات النظر المختلفة حولها، وكذا الحكامة في كرة القدم النسوية، ودور كرة القدم النسوية في تنمية وتطوير المرأة ، ودور الإعلام في تنشيط كرة القدم النسوية وضمان انتشارها وإشعاعها.