تحل اليوم الذكرى التاسعة لوفاة محمود درويش أحد أعمدة الشعر العربي الحديث، درويش الذي تغنى شعره بالوطن الفلسطيني وثورة المضطهدين، والحب، خلف وراءه إرثاً أدبيا كبيراً، مكوناً من حوالي 30 ديواناً من الشعر بالإضافة إلى ثمانية كتب، ليصبح به بوصلةً لأجيال من المثقفين والأدباء. ولد محمود درويش الفلسطيني الشاعر والمثقف والمناضل، في 13 من شهر مارس سنة 1941، في قرية البروة في الجليل بفلسطين، ونزح مع عائلته إلى لبنان عقب نكبة 1948، لكنه ضداً على تهجير المحتل الإسرائيلي عاد درويش متخفياً إلى قريته، التي وجدها قد دمرت نهائياً ليستقر بقرية الجديدة التي تتواجد غرب قريته الأصلية. درس درويش في فلسطين بالجليل حيث أتم دراسته الابتدائية ثم الثانوية في قرية كفر ياسف، درويش الشاعر لم يكن ينظم كلماته معزولا عن واقع الاحتلال ومعانات شعبه الفلسطيني، بل كان مثالاً للمثقف المرتبط بهموم وطنه وشعبه، لذلك التحق بالحزب الشيوعي، واعتقل أكثر من مرة بسبب مواقفه ونضاله، كما أنه انتخب فيما بعد بالضبط سنة 1988 كعضو باللجنة التنفيذية لمنضمة التحرير الفلسطينية، وأصبح بعدها مستشاراً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. عاش درويش بين العديد من البلدان العربية والعالمية حيث كان ينتقل بين لبنان، وتونس ومصر وباريس وموسكو، لكنه كان مرتبطاً دائما بفلسطين الوطن، الذي كان ملهماً له في انتاجاته الأدبية حتى لقب بشاعر المقاومة، يكفي أن نذكر قصائده الحماسية إبان الثورة الفلسطينية، حتى نعلم أنه كان مواكباً لنضال الشعب الفلسطيني بالكلمة. من كتاباته قصيدته عابرون في كلام عابر، هذه القصيدة خلقت جدلا كبيراً داخل الكنيست الإسرائيلي أناداك، ونشر آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" سنة 2007، وقد انتقد فيها الانقسام الفلسطيني، بين حماس وفتح، ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائي لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت في الجليل، مديح الظل العالي، حالة حصار، والعديد من القصائد الخالدة. وحصل درويش في مساره على عدة جوائز منها جائزة لوتس سنة 1969، جائزة البحر المتوسط سنة 1980، دروع الثورة الفلسطينية سنة 1981، لوحة أوروبا للشعر سنة 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي سنة 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفياتي سنة 1983، جائزة الأمير كلاوس بهولندا سنة 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس سنة 2004. وتوفي محمود درويش في 9 غشت سنة 2008 بالولايات المتحدة إثر خضوعه لعملية جراحية للقلب بمركز تكساس الطبي في هيوستن، ودفن في 13 غشت بمدينة رام الله في قصر رام الله الثقافي، هناك ألقى عليه أصدقائه وعائلته وجمهوره نظرت الوداع، ولكل يتذكر كيف نعاه رفيقه في الدرب الذي ترجمة مجموعة من قصائده موسيقياً مارسيل خليفة عندما غنى له باكياً يطير "الحمام يحط الحمام".