في خرجة تكشف الوضع المزري الذي أوصِل إليه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكيف أنه لم يعد فقط عبئا على الاتحادين واليسار، بل عبئا على وطن بأكمله، خرج محمد بنعبد القادر (بوجه أحمر) يكشف كيف أن تشبث ادريس لشكر بدخول حزبه للحكومة، والذي تسبب في بلوكاج استمر لستة أشهر وعصف برئيس الحكومة الذي رفض فرض "الوردة" عليه، كان لإنقاذ الحزب (الاتحاد الاشتراكي) من الاندثار. واعتبر بنعبد القادر، الذي يتولى حقيبة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، أن مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حكومة سعد الدين العثماني، كانت بمثابة متنفس للحزب، بعدما كان مهددا بالاندثار إثر الهزائم المتوالية في المحطات الانتخابية الأخيرة. وقال بنعبد القادر، حسب موقع "اليوم 24″، في لقاء مفتوح نظمته الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي، مساء الجمعة بطنجة، "كاين سياق معين يجعلنا نعتبر أن مشاركتنا مهمة في هذه الحكومة، وإلا لكنا لحد الآن غارقين في تقييم نتائج انتخابات سابع أكتوبر، ونعود إلى النكسة القديمة التي تحولت إلى ورش لتصفية الحسابات، كنا مقبلين على وضع سيء جدا، وسط حالة من الإحباط واليأس بسبب الهزائم المتوالية، مما جعلنا نتساءل، هل إننا نتجه إلى الاندثار؟". وأضاف القيادي الاتحادي أنه بعد نتائج انتخابات سابع أكتوبر، كنا مطالبين بأن نقرر في مصيرنا هل نتحول إلى جمعية أو إلى منظمة؟ "باش منبقاوش غاديين هاكدا مبهدلين" بعدما كنا نشارك في الحكومات من موقع قوة، في هذا السياق يضيف المتحدث "جاء عرض مشاركتنا في الحكومة، الذي كان بمثابة متنفس سيعيد الحزب إلى موقع المسؤولية، إلى غاية سنة 2021". وتابع بنعبد القادر حديثه مدافعا عن قرار مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة: "الحزب ليس نزهة أو جولة سياحية، وإنما هو اختيار تنظيمي تبلور بناء على المستجدات في الساحة السياسية"، مبرزا أنه بعد انتخابات السابع أكتوبر ظهرت معطيات اتضح من خلالها أن "هناك فرصة للحزب لكي يكون فاعلا أساسيا في المشهد السياسي". وشبه المتحدث المعطيات التي ساهمت في أن تمنح حزب الوردة رئاسة مجلس النواب، بالصدفة السعيدة، قائلا: "إن السياسة فيها كثير من الصدف، وأن المخاضات لا يتحكم فيها طرف واحد، بل قد تأتي عوامل ثانوية قد تغير المسار، وكم من ثورات سياسية قلبت الواقع كانت أسبابها هامشية"، مشيرا إلى أن "قيادة الحزب أعدت تقريرا حول هزيمة انتخابات أكتوبر، لكننا لا نعتمده حاليا في التحليل، وذلك لتجنب الاخفاقات"، على حد تعبيره.