ليس لي سابق معرفة بالشابة سيليا، ولم أسمع بها لا كفنانة أو مغنية، ولا كناشطة، لكن تحولات احتجاجات الحسيمة، والاعتقالات التي همت أغلب نشطائها، طال نصيبه هذه الشابة اليافعة، التي بمجرد إلقاء نظرة عليها، تؤكد لك ابتسامتها، أنها من هذا الجيل، ومن هذا الشباب اليافع التواق لكل شيء، للحب، للخبز، المقبل على الحرية بشغف، وبشغب جميل. اعتقلت سيليا، واعتقل معها صوتها، وعيناها، وابتسامتها، واعتقل معها طموح كبير وعنوان مرحلة أعلن يافعوها ألا ظلم بعد اليوم، وألا سكوت بعد اليوم، وأن الحق حق، وأن الخير خير، وأن المستقبل لا بد وأن تنجلي ظلماته، وأن تضاء شموعه بصبر الرهبان، وتقوى الفرسان. اعتقلت سيليا، بعد أن كانت تعتلي المنصات، ويصدح صوتها بنسيم الأغنية، تضامنا مع أصدقائها، ورفاقها، وجدت نفسها وحيدة في زنزانتها، حيث لا ضوء، ولا شمس، ولا حرية، ولا فضاء يتسع لعينيها، ولأغنياتها. اليوم، سيليا تعاني، تعاني في صمت، تكابد وتعاند سجنها وأسواره، في صمت، وبقوة، في انتظار أن تعود لمعانقة صوتها، ومحبيها. يحكى أنها تعاني، قد تكتئب قد تبكي، وقد تختنق، لكننا نعرف أنها مجرد فتاة أعلنت عن رغبتها في معانقة الحرية دفاعا عن الحرية، لكنها كغيرها من أبناء هذا الجيل، لن تموت، ولن تذبل. رجاء نحتاج نحن إليها لتعود لبيتها، ولشوارعها، ولمقاهيها، ولبحرها… فمن يغني للحب ومن يغني للحرية ومن يغني للحياة ومن يغني…. ومن يحتفي بالحياة ومن يحتفي بالزهر ومن يحتفي بالربيع ومن يحتفي بالطير و العصفور ومن يحتفي بالتنورة؟ لا أتصور أن تكون سيليا مقتنعة بالانفصال لا أتصور أن تكون سيليا شريكة في الاجرام لا أتصور أن تكون ذات أحمر الشفاه باحثة عن الدم أطلقوا سراح صوتها أطلقوا جداول شعرها المنسدل على عينيها اطلقوا سراح سيليا