إلى روح عبد السلام الصالحي مات عبد السلام وهو يحمل رسالة، رسالة ولي العهد لعل وعسى يجد من يفي بالعهد، ظل عبد السلام متشبثا بالأمل ويمني النفس بأن يصحو مسؤولو الوطن ويلتفتوا له ولرفاقه كي ينتشلوهم من براثين البطالة والفقر واليأس ظل لأزيد من عقدين من الزمن يلوح برسالته في وجه كل من تعاقب على ولاية العيون طمعاً في تسوية وضعيته الاجتماعية ليصبح مواطنا شأنه شأن من يستفيدوا من خبرات الوطن ولو بشكل أقل فهو لم يطلب رخصة صيد في أعالي البحار أو رخصة نقل أو أراضي فلاحية.. أو… بل كان طموحه شغل نعم شغل ياسادة شغل يوفر به أبسط شروط العيش له ولأسرته، وبيده الرسالة طرق جميع الأبواب واستعمل كل وسائل الاحتجاج المخولة دستورياً علّ ضمير الوطن يستيقظ بداخلهم لكن لا حياة لمن تنادي فالوطن بات غنيمة وكل من تبوأ مسؤولية يظل شغله الشاغل كم سيجني وهو يغادرها وتبقى قضايا المواطن آخر مايفكر فيه وذلك ما دفع ملك البلاد لإثارة الموضوع في افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة. وبعد ما يئس جالت بخاطره أن يخط من جديد الرسالة نعم وتكون واضحة المعنى والمغزى وأن تكون رسالة شاملة تردد عبد السلام كثيرا قبل أن يبعث آخر رسالة لتكون أعظم رسالة عنونها ب"رسالة الروح" نعم رسالة الروح قرر أن يحترق ليكون في الإشارة رسالة. الأولى للوطن: لم ابتزك وطني وأنت تتجاهلني كان بودي رفع راية الانفصال واصير بطلا وأجوب العالم انغص عليك أحلام الوحدة كي يفاوضني كبار مسؤوليك ويستجدون صمتي مقابل ترقيات ومناصب للعائلة و..و … ففضلت الموت على أن أرهنك بخدمتي لأجندات خاصة أندم عليها مستقبلاً. الثانية لملك البلاد: أخدت منكم رسالة وأنتم ولي للعهد واليوم أرفع لكم رسالة وأنتم ملك للبلاد يا جلالة الملك إن البسطاء أمثالي يئسوا وملوا واستنفدوا كل الطرق والوسائل كي يبلغوا الرسائل هاهم يحرقون أنفسهم كي لا يحترق الوطن وكي لا يقسم الوطن ومن ائتمنتهم على سر الشعب والوطن بات همهم كم سيجنون من وراء الوطن. يا جلالة الملك شباب الصحراء لا يحتاج أولياء ووسطاء بل شغل وتنمية وديموقراطية وإشراك في ملف القضية يا جلالة الملك إن أهل الصحراء ينتظرون منكم كما أشرفتم شخصياً على الديبلوماسية الخارجية أن يوازي ذلك إشراف شخصي على تقوية الجبهة الداخلية فالوضع مفتوح على المجهول والكل يعاني بدءاً من التلميذ والطالب فالمعطل والعائد وابن الشهيد و.. و… وما عاد لهم أمل أخير إلا في شخصكم. الثالثة لأهل الصحراء: رغم الألم لا تفقدوا الأمل لكن لا تنسوا أن الحق يؤخذ ولا يعطى وعليه اخرجوا للشارع وقولوا: كفى كفى فهذا وطن وليس منفى. مات عبد السلام وهو يحمل رسالة وفي الرسالة : رسالة…؟؟ الداخلة 22/11/2016