يصل وفد من حركة حماس السبت إلى القاهرة لاستئناف مباحثات وقف إطلاق النار في غزة حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على مدينة رفح رغم تحذيرات واشنطن والأمم المتحدة. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الجمعة "الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار هي حماس"، بعدما كان دعا الحركة إلى القبول بالمقترح "السخي جداً" بحسبه الذي قدمته الدولة العبرية. وأعلنت الحركة في بيان ليل الجمعة أنها تدرس المقترح "بروح إجابية". وأضافت أنه "في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه غداً السبت وفد حركة حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات". وشددت حماس في البيان "إننا عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة" تتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأفاد مسؤول كبير في حماس بأن الوفد سيكون برئاسة القيادي البارز في الحركة خليل الحية. وذكر موقع أكسيوس أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل مساء الجمعة إلى العاصمة المصرية، ما يشير إلى أن ساعة القرارات الأساسية حانت بعد أشهر من المفاوضات. وينتظر الوسطاء، الولاياتالمتحدة ومصر وقطر، منذ حوالى أسبوع ردا من حماس على المقترح الذي قدمته إسرائيل في نهاية أبريل ويشمل وقفا للنار في غزة لمدة 40 يوما وتبادل عشرات الرهائن الذي خطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم حركة حماس غير المسبوق، مع عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين. "مع اتفاق أو من دونه" إلا أن حماس التي تحكم غزة منذ 2007، متمسكة بمطالبها وأهمهما "وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل. وتتوعد الدولة العبرية بشن هجوم بري على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع المحاصر والمكتظة بحوالى 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك، فيما يؤكد نتانياهو عزمه على مهاجمتها "للقضاء" على آخر كتائب حماس. وقال نتانياهو الخميس "سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح"، بعدما توعّد سابقاً بشن هجوم بري "مع اتفاق أو من دونه"، في إشارة إلى الهدنة. واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أن تصريحات نتانياهو هدفها "إفشال أي امكان لعقد اتفاق". وأفادت مصادر استشفائية ليل الجمعة السبت عن ضربات إسرائيلية على رفح وكذلك على مدينة خان يونس المجاورة المدمرة إثر هجوم بري إسرائيلي معارك عنيفة مع حماس. "حمام دم" وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مصرية أن إسرائيل تمهل المفاوضات أسبوعا إضافيا للتوصل إلى هدنة، وإلا فإنها ستباشر الهجوم على رفح. وأبدت الولاياتالمتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم. وقال بلينكن مساء الجمعة إن إسرائيل لم تقدم "خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين" في رفح، محذرا بأنه "في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول". كذلك حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة بأن "عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح قد تؤدي إلى حمام دم"، في وقت تعد المنظمة تحسبا لذلك خطة طوارئ "لمواجهة تزايد في أعداد الجرحى والقتلى". وفي جنيف، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن إن "خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة"، مشددا على أن "النظام الصحي المتعثر لن يكون قادرا على تحمل حجم الدمار المحتمل الذي قد يسببه التوغل". وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة. في مواجهة الصعوبات في إيصال المساعدات برا، تشارك دول عدة في إنزال مواد غذائية جوا في غزة. كما تعمل الولاياتالمتحدة على بناء رصيف بحريّ عائم قبالة سواحل غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.