كشف تقرير تحليلي للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عنوانه "البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات"، أن أغلب التلامذة يذهبون إلى المدرسة مشيا على الأقدام، أغلبهم في العليم الابتدائي. وحسب التقرير الذي اطلع عليه "الأول" فإن 93 في المائة من تلامذة المدارس الابتدائية، و74 في المائة من تلامذة الإعداديات يذهبون إلى المدارس مشيا على الأقدام، في المقابل لا يستفيد من النقل المدرسي سوى 14 في المائة من تلامذة الإعدادي مقابل 2 في المائة فقط من تلامذة الابتدائي. وحسب التقرير، فإن الملاحظ حسب هذه المعطيات، أن تلامذة التعليم الابتدائي يستفيدون أقل من النقل المدرسي من تلامذة الإعدادي الذين هم أكبر سنا، والحال أن 14 في المائة من تلامذة الابتدائي و26 في المائة من تلامذة الإعدادي يصرحون أن المدة التي يستغرقها الوصول إلى المدرسة هو نصف ساعة وأكثر من المشي. وأبرز التقرير أن المدة التي يستغرقها الوصول إلى المدرسة خصوصا بالنسبة لأطفال الابتدائي تستحق اهتماما خاصا سيما في الوسط القروي حيث تبعد المدرسة عن دور التلامذة مسافة طويلة نسبيا. وأكد التقرير أن مدة المسافة لا تكون هي نفسها بالنسبة لجميع التلامذة لأنها تكون أطول حسب فصول السنة، وحسب تنوع الفضاءات الجغرافية (المناطق الجبلية السهول الصحاري المناطق المعزولة...). فصعوبة الوصول إلى المدرسة ومشتقاتها ترتبط بالسن وبالمسافة وبالمدة وبالفصل والمنطقة الجغرافية. من جهة أخرى كشف ذات التقرير أن جزءا مهما من التلامذة يترددون على مدارس وإعداديات لا تتوفر على البنيات التحتية الأساسية من حيث الماء الصالح للشرب والكهرباء والمراحيض والمساكن الوظيفية. وأوضح المصدر أن أكثر من عشر (15 %) من تلامذة السنة السادسة ابتدائي و7 في المائة من تلامذة السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، يتابعون دراستهم في مؤسسات تعليمية دون ماء صالح للشرب و%14 من هؤلاء التلامذة يترددون على مؤسسات ابتدائية لا تتوفر على مراحيض. وشدد التقرير على أن غياب الماء والمراحيض والصرف الصحي يؤكد التردي الكبير في التجهيزات الذي لا يمكن إلا أن يؤثر سلبيا على الحياة داخل المدرسة. وهو ما يؤكد التأثير السلبي، على المستوى الصحي على جودة الحياة الدراسية وصحة التلامذة وخطر انتشار بعض الأمراض. علاوة على ذلك، فإن المحيط المدرسي غير اللائق يؤثر نفسيا بشكل سلبي على المعيش الدراسي لهؤلاء الأطفال والمراهقين وعلى احترامهم لذاتهم وصورتهم عن أنفسهم. وتظهر المعطيات أيضا أن %16 من تلامذة السنة السادسة ابتدائي و %20 من تلامذة السنة الثالثة إعدادي يترددون على مؤسسات تعليمية غير مزودة بالكهرباء. مما يؤثر سلبيا على زمن التعلم (وجوب إيقاف الدراسة قبل حلول الليل أو بداية الدراسة بعد طلوع النهار) كما يعوق استعمال الوسائل الديداكتيكية التي تشتغل بالتيار الكهربائي. مما يحرم المدرس من توظيف الموارد الديداكتيكية ويحرم التلامذة من فرص التجريب والمعاينة والمحاكاة الضرورية في بعض التعلمات.