قص حكايتة بمرارةٍ وتذمرٍ.. قال بصوتٍ مخنوقٍ منذ أكثر من عشر سنواتٍ كُلفت في إطار مراقبة مداخيل سوق المواشي خاصةً وأنها كانت أيام عيد الأضحى المبارك حيث تنشط عملية البيع والشراء لأضحية العيد من غنمٍ وماعزٍ وأبقارٍ.. وذلك باعتباري رئيساً يومها لمصلحة الشرطة الإدارية، فتفاجأت بأحد نواب الرئيس وقد كلف مجموعةً من الأعوان المستخدَمين من اليد العاملة بمسك تواصيل الاستخلاص غير المعتمَدة لاستيفاء حق ما يسمى ب "الكمرد" في جوٍّ باردٍ وممطرٍ وفي غسق الليل، فأخبرت الرئيس عن طريق الهاتف، بما يقع ووعدني بوضع حدٍّ لهذا العبث، وأنه سيتصل بهذا العضو الذي لا يستحيي. تدافع نحوي كالثور الهائج، وصرخ في وجهي قائلا: "لا مكان لك بيننا وعليك بمغادرة المكان، وإلا لفقت لك تهمةً تجعلك وراء القضبان". أعدت الاتصال بالرئيس، فأجابتني العلبة الصوتية "مخاطَبكم مشغولٌ حالياً"، وفي الغد تم إعفائي من مصلحة الشرطة الإدارية إلى مصلحة أخرى فتأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المال "السايب" يُعلّم السرقة. دس وجهه بين راحتيه وتنهد تنهيدةً عميقةً وغادر المكان قائلاً: انتظرني غداً سأحكي لك بعضاً من يومياتي فأرجوك دَوّنها بأمانةٍ.