من الغرائب المضحكة و المبكية في ذات الوقت، وعلى شاكلة المثل الدارجي “كثرة الهم تضحك” ينطبق تماما على مغاربة جهة البيمونتي ،ومعاناتهم مع المرفق القنصلي حيت في كل مرة يعين بهذه القنصلية قنصل ليمضي اخر ماتبقى من ايام تقاعده ، لايملك سوى ان يردد في كل مرة وحين “و الله اخرج سربيسنا على خير “، لكن القنصل الجديد بمدينة الاحلام طورينو تجاوز “سربيسه” بعد ان امضى اليسير من سنوات عمره نائبا لسفير كان يحن الى عهد البصري ، اول مادشنه السيد القنصل المحترم جدا تعيينه الجديد ، ان امر بوضع باب حديدي مثقن الصنع غليض الاضلع، فاصلا بينه وبين كل الزوار من المهاجرين و المشتكين، مايزيد في الامر غرابة هو ان الباب يتوفر على زكروم حديدي ،يشرف على اغلاقه و اقفاله موظف خاص هو من يتكلف كبواب لفتح الزكروم المذكور وبالمفتاح القنصلي العجيب ، مباشرة بعد وقوفك ولو فظولا امام الباب، يزبد ويرغد الموظف القنصلي “السامي” لان راتبة يقارب راتب وزير ورغم ذلك همه الوحيد هو التحكم في الزكروم اللعين ،بصوت عالي على البسطاء من المهاجرين، الذين يحملون همومهم للقتصل العام ، عفوا للزكروم الحديدي ، ليفاجئوا من وراء حجاب ” واش عندك موعد ؟” ليرد المهاجر المغلوب على امره، بعد رحلة طويلة ومثعبة ، وكيف يمكنني اخد الموعد، و الهاتف يرن دون جواب ؟ غير حل الزكروم الله اخفظك بغيت القنصل لغرض مهم ، يرد العساس الزكرومي، القنصل عندو اجتماع اليوم . انها ياناس واحدة من حكايات الزكروم الحديدي عفوا القتصلي ،الذي يرابض في مكتبه وكانه فعلا كيسلك السرابس، اما الجالية وقضاياها ومشاكلها الى الجحيم، ولا خير يرجى من خلف باب حديدي في وجه كل من يود اللقاء بالقنصل العام ، ولو في ازمة كورونا التي من الواجب ان تواسي القتصلية مغاربة يعيشون الامرين بسبب الحجر الصحي ،وحالة الطوارئ التي اعلنتها السلطات ، اذا كانت اللحظة الحرجة التي يمر منها مغاربة البيمونتي تستدعي المواكبة والتذخل والتعرف عن قرب عن احتياجات مغاربة يعيشون وضع التشرد، بسبب فقدان الشغل، و بسبب احكام الافراغات و غيرها من المشاكل المترتبة كذلك عن ايقاف حركة النقل االدولي، وان كنا نعلم ان العديد من مغاربة طورينو على الخصوص يعملون في النقل الدولي للبضائع، وهم عالقون دون مسكن، ويتدبرون مأكلهم و مشربهم ، وحكايات من واقع الالم يصعب سردها لتنوع مشاكلها التي تستدعي تذخلا عاجلا ، الا ان الزكروم القنصلي يحول دون الاستماع لهذه الحكايات ،التي قد تتحول الى مأساة حقيقية امام استمرار وجود الباب الحديدي القنصلي والزكروم، العجيب “العساس” الاواكسي الذي ينفخ اوداجه في كل لحظة، ياتي فيها اي مهاجر طالبا مقابلة القنصل، الا ان الزكروم يحول دون ذلك ،ليرجع المهاجر المشتكي من حيت اتى ،خائبا يجر مشاكله، شاكيا الى الله واقع القنصلية وزكرومها ،و بوابها الذي يقصو في زمن، يتطلب الرحمة و الانصات والبحت عن الحلول ،وخدمة الناس انه زمن كورونا ورائحة الموت التي تطارد المهاجر اينما حل و ارتحل ، وان كانت البروقراطية و الباب القتصلي وزكرومه اخطر من رائحة فيروس كورونا وايام الحجر الصحي الاشبه بسجن مغلق .