إن صاحبة الوجه الوسيم والجسم الرشيق لا تعرف الخجل تقريبا. الخجل الشديد مرض اجتماعي قد يؤدي إلي مشكلات اجتماعية كبيرة بل قد يؤدي أحياناً إلي الكثير من المشكلات الصحية ، فقد أكدت إحدي الدراسات الأمريكية الحديثة أن خطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة يزداد عند الأشخاص الخجولين ، حيث أشار الباحثون إلى أن الخجولين أما يواجهون ضغطاً كبيراً بسبب المواقف الجديدة عليهم أو أن جوانب من شخصيتهم مرتبطة بالمركز الدماغي الذي يتحكم في عمل القلب، مؤكدين أن الأشخاص الذين لا يقلقون بشأن ما سيجلبه المستقبل ولا يهتمون بالحيثيات والتفاصيل أكثر من اللازم يتمتعون بأفضل حالة صحية. والخجل تختلف درجاته من شخص لآخر ، والخجل الزائد عن الحد يعتبر مرضاً ومعوقاً خطيراً عن إحراز تقدم في العمل والحياة بشكل عام ، فالخجل يفقد صاحبه الاتزان أمام أشخاص ما، وقد أجريت حول الخجل دراسات وأبحاث عديدة نستخلص منها الطرق المثلي لتخلصك من عقدة الخجل وتجعلك تتمتعين بإقامة علاقات جيدة وسوية وتصبح لديك القدرة علي التعبير عن نفسك بشكل سليم وفعال الدكتور "يسرى عبد المحسن" - أستاذ الطب النفسي بقصر العيني – بحسب مجلة "سيدتي " قام بإعداد دراسة مطولة بدأها بالقول: هناك نسبة كبيرة من المراهقين والمراهقات -أكثر من %75 بل ومن السيدات الناضجات، يتألمون من انفعالية مفرطة أمام بعض الأشخاص والمواقف، ومرات يشعرون بالخجل من التعبير عن المشاعر رغم إقدامهم وجرأتهم في مجالات أخرى. الإحساس بالاضطراب
ويرى الدكتور يسري أن أول أسباب الخجل ترجع إلى إحساس الفتى أو الفتاة بالاضطراب عند التعامل مع شخص أو أكثر من الجنس الآخر، فيعوق نمو الثقة في النفس؛ لذلك تجدين الفتاة سريعة الانفعال مرتبكة الكلمات، غير ثابتة في مكانها. وهناك أسباب انفعالية بسبب التعايش الدائم مع الرغبة الكامنة، والتي تتحول بسهولة إلى وسواس مثير للقلق، وإفراط في الخيال والحساسية، وكلها أحاسيس تسببها نظرة أو صوت أو ضحكة من الجنس الآخر. الضعف الوراثي ويضيف: كما أن الضعف الوراثي، أو اختلال الصحة، والإحساس بنقص جمالي، أو قبح جسماني، يتسبب في ظهور الخجل، وأحيانا تكون الفتاة شابة صحيحة العقل، سليمة الجسم، ولكنها عاطفية إلى أقصى درجة، تخضع لردود فعل داخلية عنيفة، وحادة ومتكررة، تخل باتزانها، وتبدد قوتها؛ مما يصعب توافقها مع الأشخاص الغرباء، وأمور الحياة العادية. شذوذ في الملامح وهناك الفتاة التي تهتم بالطريقة التي ينظر بها الناس إليها، وتقييمهم الخاص لها، وإذا تدخل الغرور يتسبب في حالة ذهنية شديدة عند صاحبتها، تدفعها إلى خوف من عدم تقدير الناس لها بما فيه الكفاية؛ مما ينتج عنه بالضرورة نوع من الخجل. ويواصل د. يسري عبد المحسن طرح العيوب الخارجية المسببة للخجل -بعد العشرين- في دراسته قائلاً: إن صاحبة الوجه الوسيم والجسم الرشيق لا تعرف الخجل تقريبا، ولكن هناك أناس يعانون من شذوذ خفيف في الملامح، أو من تغيير في البشرة، أو قصر القامة، لدرجة أنهم يعتقدون أنهم يثيرون النظرات والسخرية، أو أنهم أضحوكة وغير جديرين بالإعجاب. وهنا يجب إقناع هذه الفتاة بالقول: مهما كان الجمال مطلوبا فإن الفتنة الجمالية تبقى مختلفة تماما عن الفتنة المُغرية، وهي تكتسب بالأناقة والوجاهة والذوق، ويجب تحرير الحالة النفسية من هذا الإحساس. حساسية مفرطة وهي رابع أسباب الخجل، والتي تنتاب الفتاة أو المرأة العاطفية، حيث يتأثر جهازها العصبي بالإثارات الخارجية المفرطة في حدتها، أو مدتها، فهي تحمر وتصفر لأتفه الأسباب، وتتسارع نبضات قلبها، أو تبطئ تحت تأثير أضعف المخاوف، اضطرابات وتقلصات خانقة، وعرق غزير يتصبب منها بكثرة، عند أقل تأثير؛ مما يجعلها تترك نفسها فريسة لهذا النقص فتشعر بالخجل، ولا يرتبط هذا الخجل بالنساء فهناك "نابليون بونابرت" نفسه الذي تأكدت عبقريته في معاركه، كان يفضل التعرض للمعارك الحربية عن مواجهة نظرات الجنس اللطيف! الإقرارية بمعنى الاستعداد للاهتمام باستحسان الغير، والبحث عنه، وهو استعداد ممتاز إذا اقتصر على الحث على الإبداع أو التملك، أو دفع للإنجاز، ولكنه يصبح سببا للقلق عندما يخلق داخل الفتاة وسواس حب الظهور، وهذه الإقرارية تنتهي إلى خوف شديد من النقد، إذ تعتقد أنها محور الأنظار، وأن كل امرئ يهتم بها، يفحصها بدقة، ويسخر من عيوبها خلسة، فينتابها الخوف من أن تكون أضحوكة، أو تلقى استقبالا ساخرا؛ ولهذا تعيش القلق والخجل معاً لفترة طويلة. والسؤال: لماذا تعلقين أهمية كبرى على تقدير الغير، مُتناسية تقديرك أنت لنفسك ولشخصك؟ التقدم للخلف
ويختتم الدكتور "يسرى عبد المحسن" دراسته قائلاً: إن الخوف وذكرى المحاولات الفاشلة، والانطباعات السيئة، تظل أشد رسوخاً واستمرارا كلما ازداد الوهم، ويتابع موضحا أن الفتاة التي تسمع طوال سنوات أنها خجلة، ودون المتوسط، ولا تعرف كيف تنجح؟ تجعل لنفسها –أوتوماتيكيا- صوراً ترى نفسها فيها مسبقا، فتوقف أي محاولات تجديد أو نهوض، ومع الوهم والإيحاء تزداد ميولها للخجل. وأخيراً يضع الدكتور يسري عبد المحسن روشتة رائعة لبث الثقة في النفس والتأهل لخلع ثوب الخجل والتعامل مع الحياة : * أن تعرفي كيف تستمعين لصوت العقل. * تعلمي الاحتفاظ بكل معلومة بدقة وفي أسرع وقت. * تذكري بالتحديد كل مناسبة في حينها. * عززي اهتمامك بأي موضوع دون شرود، أو صعوبة، أو تعب مفرط. * فكري في وضوح، وأبدي رأيك بنظام وتفهم، وقاومي كل إغراء ونفوذ خارجي. * قيمي بنيتك الطبيعية، ولا تخشيْ مواجهة عيوبك؛ لكي تغيريها. * افحصي: مواهبك، اهتماماتك، ذاكرتك، تصورك، ذكاءك، وإمكانياتك، وشجاعتك وإصرارك فحصا دقيقا؛ لتنشيط حياتك الداخلية. * ركزي أفكارك عن نفسك؛ مما يخفف أوتوماتيكيا وسواس الرأي الخارجي. * لا فائدة من تقييم الناس لك أكثر مما تساوين، أو أكثر مما تستطيعين، ولا ضرر، ولا قيمة إن ملكت قيمة ذهنية حقيقية، وأنكرها البعض. * تغلبي على انطباعاتك، وكوني سيدة انفعالاتك، وإحساساتك، وعواطفك. * امتلكي المبادرة، و أوجدي الوسيلة للحصول على النتيجة، ولتحقيق مشروع، وحل أي معضلة. * كوني محصنة ضد كل عادة ضارة، والتزمي الهدوء والثقة، واليقظة. * تابعي بالإرادة والتنفيذ، ما عزمت عليه، وتمثلي بقاعدة تتبنينها رغم كل العقبات. * عبري عن رأيك بكلمات واضحة، وبثبات، واتزان وثقة. * اكظمي غيظك، وتكيفي مع المواقف الجديدة، واشعري بثقة كاملة في النفس. * ابقي سيدة نفسك تماما في حضور الغير وقد أجمع الخبراء على أن تقوية الإرادة تدريجياً، بالصعاب والكفاح، يعمل على استبدال الخجل بالثقة في النفس، فالفتاة أو المرأة التي تتمتع بآراء قوية وعزيمة صارمة سرعان ما تتغلب على الصعاب والمضايقات، والترددات المتكررة من الطفولة حتى سن العشرين، وإن حدث هذا، وتمكنت من السيطرة على نفسها، بطريقة عميقة، كاملة وصلبة، من المؤكد أنها ستتحرر من خجلها بأسرع ما يمكن.