تجاوز عدد السياح الذين زارو المغرب خلال سنة 2008 رقم 8 ملايين سائح، وهو ما يعتبر مؤشرا جيدا على أن الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع، «رؤية 2010»، تقترب من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في اجتذاب 10 ملايين سائح في أفق سنة 2010. وحسب إحصائيا نشرت أخيرا فإن المغرب يوجد في رتبة متقدمة على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط في ما يتعلق بمداخيل الإقامة الفندقية للسياح. ويأتي المغرب بعد تركيا بالنسبة للنفقات الفندقية للسائح الواحد ب950 دولار، مقابل 974 دولار لتركيا، و830 دولار لمصر و354 لتونس. ويبدو أن قطاع السياحة بالمغرب لم يتأثر أو أنه تأثر بشكل ضئيل بتداعيات الأزمة الاقتصادية في العالم، وذلك بالنظر إلى محافظته على خطه التصاعدي في ما يتعلق بعدد السياح وأيضا بمداخيل القطاع بشكل عام والتي بلغت ما يناهز 59 مليار درهم. وفي تقرير حديث أعدته الصحيفة اليومية البريطانية (فاينسال تايمز) المتخصصة في الشؤون الاقتصادية ونشرته في عددها ليوم السبت الماضي، أشارت إلى الاقلاع الكبير الذي يشهده قطاعا السياحة والعقار بالمغرب مشيرة إلى أن البلد يوفر مجموعة منتوجات متنوعة في هذا المجال. وأوضحت اليومية في مقال حمل عنوان«المدن العتيقة ذات المشاريع الكبرى» أنه إذا كانت المدن العتيقة كمراكش وفاس تمثل جاذبية تقليدية بالنسبة للمشترين الأجانب، فإن أولئك الذي يهتمون بعالم الأعمال المغربي قد استثمروا في كل من الرباط والدار البيضاء، في حين اختار آخرون اقتناء شقق للعطلة بأكادير. وبعد أن ذكرت بمشروع رؤية2010 أكدت اليومية أن السوق العقار المغربي يوفر الكثير من الخيارات. وسجلت أنه فضلا عن رؤية 2010 الذي يهدف أيضا إلى إحداث600 ألف منصب شغل فإن العديد من المناطق الساحلية المتوسطية والأطلسية توجد في طور التحول إلى محطات شاطئية على الطراز الأوروبي موضحا أن المخطط الأزرق الذي أنجزته الحكومة المغربية يتضمن ست مشاريع كبرى سيتم الانتهاء من إنجازها سنة2015 . وأضافت الصحيفة التي قدمت تعريفا بالمحطات الشاطئية كمازاغان قرب الجديدة و«شاطئ السعيدية المتوسطي» وليكسوس بالعرائش وموغادور بالصويرة وتغازوت بشمال أكادير والشاطئ الأبيض جنوب نفس المدينة, أن الهدف من هذه المشاريع هو تأمين ولوج المغرب لتجربة «أصيلة» توفر نفس التسهيلات ذات الجودة العالية التي يجدها المشترون في جنوبإسبانيا وفي منطقة ألغارف البرتغالية. ونقلت الصحيفة عن جان روبير ريزنيك رئيس جمعية وكالات الأسفار قوله «إن المغرب أدرك أن مستقبله رهين بانفتاحه على أوروبا وأمريكا مشيرة إلى أن رؤية من هذا القبيل تعني جلب المستثمرين الأجانب وتنمية البنيات التحتية في مجال السياحة في بعض المناطق وإحداث طرق جديدة ومطارات أفضل, وذلك بهدف تدعيم مصداقية المغرب على الصعيد الدولي. وأضاف أن الظرفية الحالية صعبة بدون شك غير أن المنعشين يظلون واثقين من هذه الإمكانيات السياحية الواعدة. وأبرز أن الهدف الأساسي للمغرب من مشروع رؤية2010 هو جعل المغرب وجهة سياحية ذات مستوى عالمي ملاحظا أن المغاربة استفادوا كثيرا من التجربة الإسبانية اذ تبنوا مقاربات أكثر صرامة في إطار سياسة التهيئة التي يعتمدونها. وسجل هذا المنعش العقاري الذي أكد أن شركته نجحت في بيع78 في المائة من منتوجها أي ألف وحدة من مشروع حديقة الزهور بالسعيدية وجود ثروة كبيرة في المغرب ذلك أن حوالي70 من المشترين جاؤوا من السوق المحلية. وأشارت «الفياينسال تايمز» إلى أنه من المنتظر أن تجلب المحطة الشاطئية للسعيدية مشترين من ليبيا والجزائر عندما تفتح الحدود المغربية الجزائرية في السنوات القليلة المقبلة. وأضافت الصحيفة البريطانية أنه علاوة على هذه المحطات الشاطئية والمدن الكبرى كمراكش وفاس والرباط والدار البيضاءوأكادير فإن المملكة توفر فرصا كبرى بالنسبة للمشترين خاصة في مناطق مثل شفشاون ومولاي إدريس. وسجل المصدر ذاته في نفس السياق أن سياسة (السماء المفتوحة) التي تبناها المغرب قد ساهمت في ارتفاع معدل الرحلات الجوية الأروبية المتجهة نحو المغرب, وهي وضعية دعمها إحداث مطارات جهوية بالمملكة . كما أبرزت الصحيفة التطور الهام الذي يشهده قطاع السكك الحديدية وكذا التحسن الذي تشهده شبكة الطرق السيارة في المغرب.