نقل الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة ، رادوفان كرادجيتش ، الذي تلاحقه محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة منذ ثلاث عشرة سنة ، بتهمة الابادة, ليلة الثلاثاء الاربعاء، من بلغراد الى لاهاي ، حيث وضع في سجن المحكمة. واعلنت محكمة الجزاء الدولية ، في بيان ، ان رادوفان كرادجيتش ""الذي اعتقل يوم21 يوليوز2008 في صربيا ، ادخل الى مركز الاعتقال بلاهاي"" ، في حي شيفنينغن. وقد حطت الطائرة ، التي اقلت احد اشهر الفارين المطلوبين من القضاء الدولي في العالم ,4بمطار روتردام، غرب هولندا ، الذي احيط بتدابير امنية مشددة, كما افاد مصور لوكالة فرانس برس. ومن المتوقع ان يمثل للمرة الاولى امام احد قضاة محكمة الجزاء ، اليوم الخميس ، او غدا الجمعة. واثناء هذه الجلسة الاولية سيطلب منه الاقرار بذنبه او الدفع ببراءته. ولن يكون مرغما على الاجابة على الفور، بل بامكانه استخدام حقه بمهلة قانونية من30 يوما. وكان قرار نقل كرادجيتش الى لاهاي اتخذه وزير العدل ، سنيزانا مالوفتش ، وفقا للقانون الصربي بشأن التعاون مع محكمة الجزاء الدولية، بالرغم من طعن رفعه محاميه عبر البريد. واكدت وزارة العدل الصربية في وقت سابق ، في بيان ، انها ""اتخذت قرارا يتيح تسليم رادوفان كرادجيتش طبقا للقانون الصربي حول التعاون مع المحكمة"", مضيفة ان محكمة منطقة بلغراد، التي تنبثق منها المحكمة الصربية لجرائم الحرب, تأكدت من ان كل الشروط قد توافرت لتسليم رادوفان كرادجيتش الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وقد اعلنت النبأ وكالة الانباء الصربية «تانيوغ »، واكده لوكالة فرانس برس بعد ذلك مصدر مقرب من اجهزة الامن الصربية. واكتفى هذا المصدر ، الذي طلب عدم كشف هويته ، بالقول ""انه صحيح"". ويأتي نقل الزعيم السابق لصرب البوسنة بعد بضع ساعات من تظاهرة نظمتها المعارضة القومية الصربية وسط بلغراد ، وقعت خلالها صدامات بين مئات الشبان والشرطة. وكانت السلطات الصربية اعلنت ، يوم 21 يوليوز، اعتقال كرادجيتش الذي يطالب القضاء الدولي بتسليمه منذ1995 , في بلغراد نفسها في ظروف شبيهة بقصص الخيال الى حد ما. ففي تلك السنة وجهت محكمة الجزاء الدولية الى كرادجيتش تهمة ارتكاب ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. الا ان زعيم صرب البوسنة السابق توارى عن الانظار منذ1996 . ولم تُجْد كل عمليات التفتيش التي اجريت في البوسنة واماكن اخرى ، وكذلك كل الدعوات التي وجهتها محكمة الجزاء الى السلطات الصربية نفعا. ولم يعثر على اي اثر لكرادجيتش. الى ان عاد للظهور اثناء توقيفه بملامح اخرى ملامح رجل بلحية وشعر ابيض كثيف، يمارس الطب البديل ، منتحلا هوية ""الدكتور دابيتش"". وتتهم محكمة الجزاء الدولية كرادجيتش (63 عاما) بانه كان من المهندسين الرئيسيين ل""التطهير الاتني"" خلال حرب البوسنة. وينسب اليه القضاء الدولي خصوصا اسوأ مجزرة ارتكبت في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية, مجزرة سريبرينتسا (البوسنة) التي ذهب ضحيتها نحو ثمانية الاف مسلم في يوليوز 1995 . كما يلاحق القضاء الدولي كرادجيتش لحصار ساراييفو الذي اوقع العديد من الضحايا ، واعتقال الاف المدنيين في معسكرات في شمال غرب البوسنة. وكانت الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حذرت سلطات بلغراد من ان صربيا لا يمكن ان تتقدم لجهة تطلعاتها الاوروبية ، طالما لم توقف كرادجيتش. ويطالب الاوروبيون ايضا باعتقال متهمين اخرين من قبل محكمة الجزاء الدولية, وخصوصا الجنرال راتكو ملاديتش ، الذي يعتبر الذراع اليمنى العسكرية لكراجيتش، ابان حرب البوسنة (1992 -1995 ). وجاء اعتقال رادوفان كرادجيتش بعد اسابيع قليلة من اعتقال مطلوب آخر من محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة ، هو الصربي البوسني شتويان زوبليانين ، المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وشهدت عمليات ملاحقة الفارين المتهمين من محكمة الجزاء، التي ظلت تراوح مكانها لفترة طويلة, تقدما لافتا في الاونة الاخيرة. وبتوقيف كرادجيتش ، يضيق الخناق حول ملاديتش الذي بات في الخط الاول في عمليات البحث حتى وان كان يبدو اعتقاله اكثر صعوبة نظرا الى الدعم الذي يحظى به عموما.