يتذكر البيضاويين يوم الرابع من شهر شتنبر من سنة 2014، وهو تاريخ عرض الجيل الثاني من المعدات والآليات الجديدة للنظافة التي سيتم استعمالها في جمع النفايات وتحسين خدمات النظافة بالعاصمة الاقتصادية. حيث قال يومها الرئيس السابق للمجلس الجماعي، محمد ساجد، في تصريح أمام وسائل الإعلام والوالي خالد سفير وعدد من الشخصيات، أن تفعيل العقود الجديدة الخاصة بالنظافة التي تربط الدارالبيضاء مع شركتي سيطا وافيردا يتضمن تقديم جميع الآليات الجديدة التي تضمنها دفتر التحملات، مبرزا أن هذه الآليات تحترم البيئة وتستعمل لأول مرة في قطاع النظافة بالمغرب، قبل أن يذكر بأن الاليات والقوانين وحدها غير كافية لتحقيق جودة النظافة من دون الانخراط الإيجابي للمواطنين في العملية. على بعد شهور قليلة من السنة الثانية على انطلاق العمل بالجيل الجديد المتطور في النظافة، تعود إشكالية النظافة للواجهة من خلال الصعوبات الميدانية التي تعيشها الشركتان المكلفتان بتدبير القطاع، باستمرار الاحتجاجات على غياب الجودة التي حلم بها البيضاويون بعد سماع كلام المسؤولين على القطاع وعلى رأسهم العمدة السابق. على مستوى الأرقام، يتم تغطية مساحة تفوق 26 ألف كلم يوميا لجمع النفايات من طرف الشركتين بالمناطق الأربع المحددة في دفتر التحملات، أي ما يناهز 21 ألف حاوية من طرف 4700 عامل للنظافة. واستقبلت الشركة المكلفة بتدبير الرقم الأخضر الخاص بالشكايات إلى الآن ما يفوق 12 ألف مكالمة، الى جانب العمل بخدمة "البيضاء مدينتي" على الهواتف الذكية. وبالرغم من تنظيم عدد من الحملات بمناسبة عيد الأضحى ورمضان والصيف، يبقى الجانب التحسيسي الحلقة الضعيفة في معادلة النظافة بالدارالبيضاء، حيث لم تنجح الجماعة وشركتا سيطا بلانكا وافيردا كازا في تحقيق التوازن بين الجانبين اللوجيستيكي والبشري، من خلال ضعف انخراط المواطنين في مسلسل تحسين النظافة بمختلف الأحياء والأزقة، حيث ما زالت مظاهر الاستهتار ورمي الأزبال بجانب القمامات متواصلة، مما يتسبب في خسارات مادية ومعنوية تتكبدها الميزانية المنهوكة للجماعة الحضرية للدار البيضاء. من جهته، يؤكد المدير العام لشركة افيردا، فراس عرقجي، أن المرحلة المقبلة ستعرف تركيزا قويا على الجانب التواصلي مع المواطنين بعد الانتهاء من مرحلة وضع الاليات التقنية والإدارية واللوجيستيكية والبشرية المنصوص عليها في دفتر التحملات. ووعد عرقجي بالمزيد من البرامج التحسيسية تحت إشراف الجماعة الحضرية لتحقيق الانخراط الإيجابي للمواطنين المنشود، معتبرا إياه السبيل الوحيد لتحقيق جودة النظافة بالدارالبيضاء. بدوره لم يخف جون بيير كريلي، حاجة القطاع إلى المزيد من الوقت للتأقلم مع التغييرات التي طرأت على منظومة النظافة بالدارالبيضاء، مؤكدا في الوقت ذاته على العمل بشكل متواز بين الرفع من جودة الخدمة بالتكوين والتكوين المستمر للعاملين في النظافة، وبين التواصل المستمر والمثمر لكسب رهان انخراط المواطنين في هذا المسلسل لتحقيق التغيير المنشود. وتبقى نهاية سنة 2016 موعدا حقيقيا لترجمة هذه الإرادات على أرض الواقع من خلال الإعلان عن الاستراتيجية التواصلية لتحقيق الهدف المنشود والمتمثل في تحقيق ثورة في السلوك البشري للبيضاويين وملائمته مع المستوى المتطور للاليات، باعتماد سلوكيات ترقى بالنظافة البيضاوية إلى مصاف المدن العالمية، خصوصا والبيضاء مقبلة على أن تصبح قطبا ماليا عالميا.