مازال الاتحاد الأفريقي إلى حد الآن يراكم في خيباته وفشله في أن يكون معبّرا عن جميع أعضائه، وما يزال واقعا تحت سيطرة أجندات داعمة للانفصال وتوسيع دائرة الخلاف، وهو ما ظهر أول أمس في الدعوة إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية في تعارض تام مع موقف المغرب ومع الذي حضر المؤتر للتعبير عن حسن نواياه، وذا مع جهود الأممالمتحدة لتسوية هذا النزاع المفتعل في ظل مقترح الحكم الذاتي الذي يلقى قبولا دوليا. وفي تدخل سافر ومكشوف لحساب الجزائر، قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، في كلمة لها، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية ال26 إن الاستفتاء "وعد قطعناه على أنفسنا، ولا بد من تحقيقه". في هذا السياق، يرى مراقبون أن زوما قابلت عودة المغرب لحضور اجتماعات الاتحاد بموقف يتعارض مع الوساطات التي قادتها دول مؤثرة في الاتحاد من أجل ضمان عودة بلادنا إلى المؤسسة الأفريقية التي فقدت إشعاعها وتراجع دورها في حل القضايا الداخلية للقارة بسبب خضوعها لأجندات بعض الدول مثل الجزائر. ومنذ أشهر، نقلت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن دبلوماسي أفريقي أن الاتحاد الأفريقي طلب من الرئيس الإيفواري آلاسان درامان واتارا، القيام بوساطة لدى الملك محمد السادس لأجل ترتيب عودة المملكة إلى مقعدها في الاتحاد. ونأت دول أفريقية بنفسها عن سعي الجزائر لفرض "البوليساريو" في عضوية الاتحاد، لكن بعض الفاعلين في المنظمة الأفريقية لا يتوقفون عن افتعال الأزمات، من ذلك قيامهم بتعيين "ممثل خاص" لملف الصحراء في يوليو 2014، وهو ما أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة داخل الأوساط المغربية. واعتبر المراقبون أن الاتحاد بهذا المقترح، قد تجاوز صلاحياته الإقليمية ودخل في متاهات سياسية قوامها التشويش على مسار تسوية النزاع وفق مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب، وهي مبادرة تلقى دعما إقليميا ودوليا.