بقلم ايرفيه رواك يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين الى الشرق الاوسط في الوقت الذي تنتهي فيه رئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي لتتولاها الخميس جمهورية التشيك وذلك في ذروة الصراع في الشرق الاوسط حيث يحاول ساركوزي الاستفادة من قوة الدفع في الشهور الستة الاخيرة لمواصلة الالقاء بثقله في الساحة الدولية. واستقبل ساركوزي الخميس ،وهو اليوم الاول للرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي، وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مرشحة حزب كاديما الذي يمثل الوسط لمنصب رئيس الوزراء. واعلن ساركوزي مساء الاربعاء انه سيتوجه الى الشرق الاوسط الاثنين والثلاثاء «للسعي عن سبل للسلام». وسوف يزور في هذه الجولة الخاطفة مصر والضفة الغربية واسرائيل يوم الاثنين ثم يزور سوريا ولبنان يوم الثلاثاء. وحرصت الرئاسة الفرنسية على الاشارة الى ان هذه الزيارة ستتم «بالتنسيق التام» مع الرئاسة التشيكية الجديدة للاتحاد الاوروبي, واوضحت ان ساركوزي اجرى اتصالا هاتفيا الاربعاء برئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك ليعرب له عن تمنياته ""بالنجاح التام"" وعن""دعم فرنسا الكامل"". وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد راس مساء الثلاثاء اجتماعا طارئا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حول الصراع في غزة حيث وجه الوزراء في ختام اجتماعهم نداء من اجل ""وقف فوري ودائم"" لاطلاق النار لاتاحة ""عمل انساني فوري"". لكن اسرائيل رفضت الاربعاء اي فكرة للتهدئة. وكانت تلك المبادرة هي الاخيرة للرئاسة الفرنسية للاتحاد والتي تخللتها الازمات مثل ازمة جورجيا والازمة المالية العالمية والانكماش العالمي والشرق الاوسط والتي شهدت اشادة بنشاط ساركوزي وتصميمه على التاثير في مجرى الاحداث. وقد استطاع ساركوزي الاستفادة من الوسائل التي يتيحها الاتحاد الاوروبي ومن قوته الاقتصادية. كما استفاد من انحسار نفوذ رئاسة بوش المنتهية في الولاياتالمتحدة والفترة الانتقالية الطويلة قبل ان يتولى باراك اوباما مهام منصبه يوم20 يناير. وكان ساركوزي قد قال امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ في منتصف ديسمبر ""لقد حاولت تغيير اوروبا ولكن اوروبا هي التي غيرتني. وذلك لانه عندما تتاح للمرء فرصة ستة اشهر لمعرفة وحسم مشكلات27 دولة فانه يكتسب تسامحا وسعة افق"". ويبدو ان المسؤولين الفرنسيين احبوا القيام بهذه المهمة وتخلوا وهم يشعرون بالاسف عن رئاسة الاتحاد التي خولتهم تمثيل نحو500 مليون اوروبي. ويعتبر الشرق الاوسط موضوعا صعبا بالنسبة الى اوروبا، فالاتحاد الاوروبي لايقوم فيه على الصعيد السياسي في اغلب الاحيان الا بدور حددته اسرائيل والولاياتالمتحدة وهو دور الممول للسلطة الفلسطينية. وافادت مصادر في باريس ان فرنسا سوف تسعى ,في سبيل القيام بدور في الشرق الاوسط ، الى الاستفادة من قوة الدفع في الاشهر الستة الاخيرة. وقال دبلوماسي «سوف يتم اللعب بالاوراق التي تملكها فرنسا التي تمتلك كذلك امكانياتها الخاصة على الصعيد الوطني بالاضافة الى وضعها كعضو دائم في مجلس الامن». وقد قرر الاتحاد الاوروبي الثلاثاء في باريس ان وفدا وزاريا اوروبيا «سوف يتوجه قريبا جدا الى المنطقة». واوضح مسؤول اوروبي في اسرائيل الاربعاء ان هذا الوفد سيكون برئاسة وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ يرافقه نظيره السويدي كارل بيلدت ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد بنيتا فيريرو فالدنر. واعلن قصر الاليزيه ان هذا الوفد سيتوجه الاثنين الى الضفة الغربية ليلتقي برفقة ساركوزي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.