حصول حزب الاستقلال على المركز الثاني في الانتخابات الجماعية الجهوية ليوم الجمعة 4 شتنبر لم يحقق المفاجأة ، باعتبار أن حزب الاستقلال كان ومازال في قلوب المغاربة وفي أذهانهم الحزب القوي القادر على الوفاء بالتزاماته النابعة من ثوابت الأمة المغربية وكذا من العمل الجاد والبرامج الواقعية والعملية ، وقد انخرط في هذه الانتخابات مؤمنا بالانتصار ليس على الخصوم بل على الفقر وعلى الهشاشة ، وذلك بالنظر إلى التراكمات التي حققها الحزب في مجال تدبير الشأن المحلي منذ أول استحقاقات جماعية سنة 1960، واليوم في 2015 مازال حزب الاستقلال كما عهده المغاربة حزبا مناضلا ورائدا بتاريخه الحافل والمتميز على مدى 80 عاما ، وقد تمكن من تحقيق فوز كبير والحفاظ على موقعه في صدارة المشهد الانتخابي الوطني رغم مظاهر الإفساد و الاختلالات الكبيرة التي شابت العملية الانتخابية ، باعتبار أن الحكومة لم تكن جاهزة لقيادة الانتخابات في هذه المرحلة ما جعل آلاف المواطنين يحرمون من الإدلاء بأصواتهم، ورغم هذه الاختلالات الجسيمة فقد حظي حزب الاستقلال بشبه إجماع من قبل المواطنين في الأقاليم الجنوبية حيث فاز حسب النتائج النهائية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بجهة العيون سمارة بوجدور ، وكذلك جهة العيون الساقية الحمراء و هذه رسالة واضحة تهم الوحدة الوطنية ، كما حافظ الحزب على النتائج التي حصل عليها في انتخابات 2009 وان كان قد فقد بعض المدن ، فقد حصل على ثقة المواطنين في مدن أخرى كثيرة . كما سجل حزب الاستقلال حضورا قويا في العالم القروي ، وهو ما يؤكد أن ارتباط الحزب بالعالم القروي هو نفس الارتباط بالعالم الحضري إيمانا منه بخدمة المواطن المغربي حيث كان ، وسيحرص مناضلو حزب الاستقلال على تطبيق برنامجهم الانتخابي الذي اختار له شعار «مع الشعب» والذي يضم خطة طريق سالكة وناجحة للدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية ، مهما كانت النتائج فان حزب الاستقلال يحافظ على نفس النفس ونفس الزخم لمواجهة وتقويم الاعطاب التي مازالت تشد خطوات المغرب إلى الوراء في بعض المناطق التي تعاني الهشاشة والفقر والبؤس ، وكذا متابعة ما شاب هذه الانتخابات من خروقات واختلالات أثرت على النتائج بشكل واضح، ويبقى برنامج»مع الشعب» برنامجا واقعيا ومتطورا وهو خلاصة وتجميع للبرامج المحلية التي انبنت بدورها ميدانيا ولامست عن قرب مشاكل ومعاناة الساكنة في الدواوير والجبال والقرى وهوامش المدن التي تطمح للتنمية وللحياة الكريمة والقطع مع البؤس ومع التهميش ، ورسالة حزب الاستقلال هي رسالة نبيلة وسيبقى دائما حاضرا وقريبا من قواعده ومن عامة الناس ليساهم في بناء مغرب الديمقراطية والحداثة والحفاظ على الوحدة الترابية للبلاد.والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع الجماعات والجهات. ورغم أن حزب الاستقلال كان يطمح إلى الحصول على المرتبة الأولى في هذه الانتخابات ، لولا وقوعه في كثير من الجماعات ضحية للاختلالات الكبيرة التي شابت انتخابات 4 شتنبر 2015، وعلى رأسها كما أسلفنا حرمان آلاف المواطنين من الإدلاء بأصواتهم، والشهادات كثيرة والمرونة في التعامل لم تكن حاضرة مع المواطنين في مكاتب التصويت ، علما أن نسبة كبيرة من المصوتين هم شباب أرادوا المساهمة لأول مرة في العملية الانتخابية لكنهم وجدوا الإقصاء..في ضرب للمجهود الكبير الذي قامت به وزارة الداخلية للرفع من نسبة المشاركة التي بلغت حسب النتائج النهائية نسبة 53.67 في المائة ...