كشفت «لوفيغارو» الفرنسية، في عدد أخير، عن رقم مقلق يخص نسبة الأراضي المغربية المهددة بالتصحر، مستندة على إحصاءات وردت في "ربورتاج" بثته قناة "أورو نيوز" أخيرا، تصف فيه الآثار الخطيرة للجفاف الذي شمل مجموعة من المناطق المغربية، بحيث إن 80 بالمائة من الأراضي في المغرب، أصبحت تحت رحمة شبح التصحر حسب آخر المعطيات المعلن عنها من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. ورغم تحسن معدل التساقطات ببلادنا خلال العقد الأخير، إلا أنه في الواقع، غالبا ما تكون هذه الأمطار مصحوبة بسيول جارفة تدمر كل شيء في طريقها، وتليها فترات طويلة نسبيا من الجفاف تؤثر سلبا على بعض المناطق الهشة. وكانت المندوبية المعنية أبرمت منذ 2010، اتفاقية تعاون مع إسبانيا والمنظمة العالمية للتغذية (الفاو)، للسهر على مشروع يهم محاربة التصحر في المغرب، خصص له أزيد من 695 ألفا دولار، إلا أن المشروع يبدو وإن كان نجح نسبيا في تحقيق بعض أهدافه من خلال تقليص نسبة التصحر في بعض المناطق، لم يتغلب على الآثار السلبية التي خلفتها التقلابات المناخية في السنوات الأخيرة، والتي خانت مجموعة من التوقعات. مما لجأت معه المندوبية إلى وضع خطة عمل متعلقة بالعشرية المقبلة (2015-2024)، رصد لها غلاف مالي يقدر ب 15 ألف مليون درهم، تسعى من ورائه بالدرجة الأولى لمكافحة التصحر، وذلك عن طريق تثبيت ثمانية آلاف هكتار من الكثبان الرملية الساحلية والقارية، من أجل حماية 240 ألف هكتار من الأراضي المهددة مباشرة بالترمل، و120 كلم من مقاطع الطرق في 10 أقاليم، كما تهدف خطة العمل، الحد من التعرية المائية على مستوى 33 حوضا مائيا، بإنشاء مليوني متر مكعب من سدود الترسيب وبتشجير 190 ألف هكتار. وفي خاتمة مقال «لوفيغارو»، ذكرت الأخيرة أن المخطط الذي يمتد إلى سنة 2024، مبني على تعاون ومشاركة كل الفاعلين المحليين والجهويين وكذا على الصعيد الوطني، للتحسيس بمخاطر ظاهرة التصحر، وبالتالي إشراك المواطن في حمل هذا الهم الإنساني.