يتداول الرأي العام المحلي بمدينة الحمامة البيضاء هذه الأيام، بعض الأنباء المتعلقة بقدوم بعض السماسرة الإسبان، المختصين في بيع وشراء الوثائق والمخطوطات التاريخية النادرة، إلى مدينة تطوان، بغية عقد صفقة مغرية-تقدر بأزيد من مليار سنتيم- مع أقارب مؤرخ تطوان المرحوم محمد بن عزوز حكيم (الذي اختطفته يد المنون قبل حوالي سنة خلت، وفارق الحياة عن سن يناهز 90 سنة، و ووري الثرى بمقبرة سيدي المنظري بتطوان) لشراء مكتبتيه الخاصتين المتواجدتان بشقته قرب مسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان وكذلك بإقامته الصيفية بمدينة مرتيل(إقليمالمضيقالفنيدق)، واللتان تضمان أزيد من مليون و 250 ألف وثيقة تاريخية نفيسة تغطي مناحي كثيرة من تاريخ تطوان والنواحي وجهة طنجةتطوانالحسيمة، وتؤرخ لتاريخ العلاقات المغربية الإسبانية. وهو الذي اشتغل إلى جانب قادة حزب الإصلاح الوطني، وخاصة زعيم الوحدة الفقيد عبد الخالق الطريس، وتكلف بمهمة خلال عملية تبادل السلط بين المغرب وسلطات الاحتلال الاسباني عقب انتهاء الحماية، واشتغل مترجما بالديوان الملكي بعد استقلال المغرب. ومعلوم أن الفقيد بن عزوز حكيم، الذي ازداد يوم 28 شتنبر من سنة 1924، يعد من الباحثين والمؤرخين المغاربة البارزين المختصين في الدراسات التاريخية حول مسار العلاقات المغربية الإسبانية ، وله إسهامات مهمة في هذا المجال سجلت مختلف المراحل التاريخية المشتركة بين الضفتين. وخلال سبعة عقود من عمر الفقيد العلمي المديد أسهم في إغناء المكتبة التاريخية بالمغرب وإسبانيا بمصنفات تاريخية مستندة إلى الكتابة الوثائقية، إذ نشر أزيد من 320 كتاب منها 190 كتاب باللغة الإسبانية، إضافة إلى أزيد من 300 بحث تاريخي حول تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية. كما سبق وأن شارك في أزيد من100 مؤتمر وملتقى دولي وتقديمه لنحو 250 محاضرة في المغرب وخارجه حول الدراسة التاريخية في المنطقة المتوسطية. ومن بين مؤلفاته «مأساة الأندلس من سنة 1483 إلى سنة 1609» و«رحلة في أندلسيا» و«معركة أنوال» و«زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس» بالإضافة إلى العديد من الكتب التي أغنت المكتبة المغربية، وسبق أن أسس عددا من المجلات الموضوعاتية، من قبيل «الوثائق الوطنية»(تعنى بنشر وثائق الحركة الوطنية) و«تطاون»(تعنى بتاريخ شمال المغرب) و«الجيوب السليبة» باللغتين العربية والإسبانية و«دفاتر القصبة» بالإسبانية. ويذكر أن جمعية ثقافية إسبانية مرموقة تهتم بمجال التاريخ والتراث،وتضم في صفوفها شخصيات سياسية وثقافية بارزة، قد أجرى بعض أعضائها منذ أشهر خلت اتصالات مع أصدقاء للمرحوم، بغية التوسط مع ابنة المرحوم بالتبني،وإتمام الصفقة المغرية. كما يذكر أنه سبق لبعض المسؤولين أن أكدوا رغبتهم في إحداث مؤسسة بنعزوز حكيم للتصرف في التراث الذي خلفه الراحل. كما أن بعض الفعاليات الجمعوية بمدينة تطوان قررت تأسيس جمعية أصدقاء المرحوم، لكن السلطات المحلية أقبرت هذه المبادرة لأسباب مجهولة.