تطرقنا سابقا عبر جريدة " العلم " إلى تردي الخدمات بالمستشفى الإقليمي ، و استحضرنا غياب كل من المندوب الاقليمي للقطاع و مدير المستشفى . وقد قامت وزارة الصحة بتعيين مندوب إقليمي للصحة ومديرا للمستشفى الإقليمي, وحسب مصادرنا التابعة لوزارة الصحة،فإن المندوب الجديد له رؤية واضحة وعزيمة وإرادة للنهوض بالقطاع الصحي بالإقليم،وخاصة بمدينة الجديدة،وسيعمل جاهدا لوضع حد لكثير من الممارسات السائدة كعمل عدد من الأطباء القطاع العمومي بالقطاع الخاص.. وتضيف مصادرنا أن مدير المستشفى الجديد بدوره له عزيمة وإرادة على ضبط والنهوض بالمستشفى الإقليمي علما أنه عمل مديرا سابقا بمستشفى محمد الخامس بالجديدة ،وأشرف وخطط لعملية التنقيل الكامل من المستشفى محمد الخامس إلى المستشفى الإقليمي الجديد هذه الخطة التي نالت ارتياح العديد من المتخصصين, كما له دراية واسعة بأجنحة وأقسام المستشفى.. لكن تضيف المصادر إذا كان المستشفى الإقليمي شيد على مساحة ما يقارب 33 ألف متر مربع وصمم وجهز بعناية،مما يجعله شكلا في المستوى المطلوب, إلا أن المضمون هو الذي يجب معالجته.. وتضيف المصادر أن العزيمة والإرادة للمندوب والمدير ليستا كافتين للعمل أمام إكراهات حادة في النقص الكبير للكادر الطبي, وهناك إكراه آخر وهو أن المستشفى الإقليميبالجديدة لازال يغطي كثير من حالات المرضى القادمة من إقليمسيدي بنور, فعندما سألنا عن سبب إعطاء مواعيد طويلة قد تصل إلى سنة في بعض التخصصات كالقلب, وجدنا أن قسم القلب كان به سابقا 5 أطباء متخصصين وحاليا لم يعد به سوى طبيبان, الشيء الذي أثر سلبا على عدد كبير من مرضى القلب, وكذلك الأمراض التنفسية فلا يوجد بها إلا طبيب واحد, أما النقص في الممرضين فهو كبير جدا،ومما يزيد الأمر تعقيدا أنه مع نهاية هذه السنة سيتم تسريح قرابة 18 ممرضا وممرضة لوصولهم سن التقاعد مما سيفاقم من أزمة الكادر الطبي. إن مشكل الموارد البشرية لم يؤثر فقط على سير العمل المستشفى وخلق مشكل للمرضى بل أثر بشكل كبير حتى على التسيير الإداري من قبيل مكاتب الاستقبالات وفي عدد من الأقسام وبالخصوص قسم المستعجلات الذي يعرف ضغطا كبيرا ويعاني بدوره نقصا في الكادر الطبي،ومعلوم دور قسم المستعجلات فهو حيوي وأي تأثير في سيرورته ينعكس سلبا على حياة المرضى, وهناك أجنحة لازالت مغلقة لعدم توفر الكادر الطبي.. إن وزارة الصحة مطالبة بشكل فوري وعاجل للتدخل لحل مشكلة الكادر الطبي من أطباء وممرضين وإداريين ..حتى يمكن تقييم ومؤاخذت الجهات المسؤولة عن الصحة والمستشفى بالإقليم عن التقصير في الواجب,فلا بد من توفر الإمكانات أولا, فهل ستتدخل الوزارة لحل معضلة الكادر الطبي بالمستشفى الإقليميبالجديدة حفاظا على حياة المواطنين أم أن الأمر سيبقى على حاله؟