يعرض حاليا ببلادنا فيلم أمريكي يحمل عنوان "فوكوس" (FOCUS) قام بكتابته و إنجازه المخرجين غلين فيكارا و جون ريكوا، و هو من بطولة الممثل المشهور ويل سميت في دور النصاب الماهر "نيكي" و الممثلة الشقراء الرشيقة مارغو روبي التي تشخص فيه بغنج دور عشيقته "جيس" التي تعلمت منه مهارة النصب و السرقة. الفيلم يحكي خلال 105 دقيقة لعبة القط و الفأر بين هاتين الشخصيتين من خلال عمليات سرقة المجوهرات و الحلي و الساعات و الخواتم و محفظات المال بطرق سحرية و خاطفة و مبنية بذكاء و خفة مبهرين مما يجعل الضحايا لا يشعرون إطلاقا بأنهم تعرضوا للسرقة. النصاب "نيكي" ينتمي لعصابة محترفة في مجالات النصب و السرقة ، و سيتم إجراء تداريب و اختبارات لعشيقته للشقراء "جيس" و قبولها كمتدربة في البداية في هذه العصابة قبل أن تصبح عضوا رسميا فيها تمارس عملها في مختلف الأماكن العمومية. ستتولى و ستتنوع عمليات السرقة، و ستتوج بعملية تكليف "نيك" ببيع سيارة مزورة لأحد الأثرياء ، و هي من نوع سيارات السباق (فورمول 1) المبهرة و القوية ، و لكن هذه العملية معقدة و صعبة التنفيذ، لأن "جيس" التي لم يعد "نيكي" يرغب في مواصلة علاقته بها افترقت عنه لبعض الوقت أصبحت لها ، دون علمه، علاقة مع الوسيط الذي كلفه ببيع السيارة المزورة و الذي أصبح يحبها، و لكن صفقة بيع هذه السيارة ستجمع بينهما من جديد ، و ستطلب "جيس" من "نيكي" أن لا يقول لهذا الوسيط بأنها كانت على علاقة به من قبل، فقبل "نيكي" هذا الطلب ، و سيحاول التغلب على غيرته عليها لأنه يحبها هو أيضا و لو أنه لا يتظاهر بذلك، و لكنه سيترك الحب جانبا و سيستغل هذه العلاقة دون علمها في التجسس على هذا الوسيط و مخططه ، و لكن مخططه سينكشف مما سيؤدي في نهاية الأمر إلى اعتقاله رفقتها من طرف الوسيط الذي هدده بالقتل إن هو لم يبوح له بالشخص الذي ساعده على خيانته، و كادت عملية الاستنطاق أن تنتهي بمقتله و هو يحاول البوح بالحقيقة، و لكنه سينجو بأعجوبة عجيبة من الموت على يد والده المجرم الذي سبق له أن قتل جده و ورث النصب و الإجرام أبا عن جد، هذا الأب الذي لم يتقبل أن لا يكون ابنه مجرما هو أيضا. موازاة مع كل هذه التطورات الإنحرافية ستتطور العلاقة العاطفية بين البطلين "نيكي" و "جيس" ، و ستعرف تقلبات و أزمات عابرة أحيانا و حادة في أحيان أخرى قبل الوصول في الأخير إلى نهاية كادت أن تكون مأساوية سيتمكن كل واحد منهما من معرفة حقيقة الآخر، و سيتمكن الحب فيها من الجمع بينهما بكيفية أكثر قوة من ذي قبل، مع الإشارة إلى تواجد بعض اللقطات التي قد لا تليق بالمشاهدة العائلية . الفيلم عبارة عن كوميديا رومانسية تتطور في عالم الانحراف في محاولة فاشلة لتسلية و إثارة و تشويق المشاهدين الذين ربما يعشقون هذا النوع من الأفلام التجارية البسيطة و التافهة و السخيفة. القصة ممططة و نحيفة بمضمونها ، موضوعها بسيط و مستهلك و متناول بطريقة كلاسيكية مطبوعة بالسطحية و التساهل و المبالغة، و بالرغم من كل ذلك فإنه من المحتمل كثيرا أن يكون لتواجد الممثل ويل سميت و الممثلة مارغو روبي دورا في إغراء و استقطاب المشاهدين ، و قد استغرب البعض لقبول هذين البطلين المشاركة في هذا الفيلم مع العلم أن ممثلين مشهورين آخرين و ممثلات مشهورات أخريات رفضوا لعب دور البطولة فيه لعدم اقتناعهم به و لتفاهته أيضا، و هو فيلم ربما سيضيف أموالا للرصيد المالي للممثل ويل سميت ، و لكنه لا يضيف شيئا لرصيده الفني السينمائي، من ناحية اختيار نوعية الأدوار و من ناحية الأداء كذلك، لأنه لم يتخلص من النمطية و شخص دوره بنفس الطريقة دون تطور أو تميز مقارنة مع أدواره السابقة.