بادرة طيبة جدا تحسب للسيد أحمد غايبي عضو المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، بإعلان استقالته من إحدى لجن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وترك الجمل بما حمل ، في أعقاب قرارات الأخيرة ضد المغرب ، بحرمان منتخبه الأول من لعب ثلاث نسخ من كأس أمم إفريقيا ، وبإنزال غرامة مالية ضخمة عليه جراء طلبه تأجيل دورة 2015 بسبب فيروس إيبولا القاتل . المبادرة كانت فريدة طبعا، لم يستطع أن يتخذها باقي المغاربة الذين يعملون داخل الجهاز الكروي القاري ، ولو من باب التضامن وإعلان عدم الرضى على ما اقترفته الكونفدرالية ، ومن باب اللا مبالاة بمعرفة إن كان المغرب قد أخطأ أو أصاب في طلبه تأجيل "كان" 2015، المهم فقد كان لا بد لهؤلاء أن يتخذوا موقفا في الموضوع ، اللهم إلا إذا كانوا يباركون كل ما جاء من خبطات السيد عيسى حياتو ضد المغاربة ومنتخبهم الوطني. جاء هذا كله في الوقت الذي اجتمعت فيه جميع الفعاليات الكروية الوطنية وراء ما أقدمت عليه الجامعة من تقديم لملف متكامل لدى "الطاس"، بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات قادها فوزي لقجع رئيس الجامعة، من أجل الدفاع عن الموقف المغربي ضد عقوبات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ، والوقوف في وجه ديكتاتورية عيسى حياتو ، الذي يظهر أن ذبابته قد "اشتدت زرقة" ، بعدما "نزل" على دول شمال إفريقيا دفعة واحدة ، وفي عام واحد بشكل مقصود طبعا ، أولا بمعاقبة المغرب ، وثانيا بإخراج المنتخب التونسي في النهار والشمس تحرق من متابعة مشواره في النهائيات الإفريقية من أجل عيون غينيا الإستوائية ، وثالثا بحرمان الجزائر من تنظيم دورة 2017 ومنحها للغابون حسب ما قاله مصطفى بزاف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية . وهذا يعني أن الرجل ذاق ذرعا بالأفارقة الشماليين ، وأن لا ديكتاتورية تعلو فوق ديكتاتوريته ، "واللي ما عجبو حال يضرب راسو مع الحيط". والواقع فعيسى حياتو الذي خرج منه كل هذا "العجب العجاب" تعلم كثيرا من سيده جوزيف بلاتير كيفية جعل الإتحادات الكروية الوطنية القارية كيف تتبعه كظله ، وكيف تنحي "إجلالا " له كلما برقت عيناه الجاحظتان يمينا أو يسارا ، وهذا فعلا ما حدث ويحدث للمغاربة المتواجدين بمختلف أركان الكاف ، الذين لم نسمع عنهم أنهم استنكروا ما تم ضد المغرب ، أو اتخذوا موقفا مشرفا مثل الذي اتخذه أحمد غايبي الذي يستحق فعلا رفع القبعة له ، عوض أن يستمر في الهش والنش لعيسى حياتو كما يفعل الآخرون ... وعلى كل حال ، فكثرة الهم إذا لم تبك فإنها تضحك ، ولعل في تصريحات السيد بادو الزاكي لبعض وسائل الإعلام بأنه صال وجاب وطاف دول الشرق والغرب من أجل تفقد أحوال اللاعبين المحترفين ، ما يضحك فعلا ، إذ قال "لقد كانت زيارة موفقة ومثمرة وتوصلت خلالها للأهداف التي كنت أبحث عنها، بالدوري الفرنسي كان لي لقاء مع عدد من المحترفين، وسررت بالتواصل مع القائد السابق الحسين خرجة. لم تكن الغاية من زيارتي الوقوف على أداء اللاعبين بقدر رغبتي في إطلاعهم على برنامج الفترة القادمة بعد المستجدات الأخيرة التي واكبت الكرة المغربية." و"التقيت بهولندا باللاعب أنور غازي لاعب أجاكس أمستردام مرفوقا بأسرته وكانت خلاصة اللقاء أكثر من رائعة."و "تابعت لبيض وأشنطيح وفعلا ذهلت بأداء عدد كبير من المحترفين ، ويمكنني القول إن مفاجآت كثيرة ستحدث مستقبلا بخصوص تواجد بعض المحترفين من هذا الدوري بصفوف الأسود." وأن "الزيارة القادمة ستشمل الدوري الإماراتي للقاء السعيدي وبعدها سنحدد خارطة المرحلة التي ستسبق ودية الأوروغواي." نحن نشكو "العقر" والزاكي يبحث لنا عن "الدراري" الذين لا يخفون على أحد ، فسبحان الله ، الناس تبحث عن كيفية فك حريرة الكاف ، والزاكي يركب الطائرات بحثا عن لاعبين سيظلون عاطلين ، وهو يغني أغنية ضي القناديل وطي الملايين .