الجنس من الغرائز الإنسانية الأساسية مثل الطعام والشراب والنوم، والأمومة لدى الإناث، وبالنسبة للذكور فإن الأمور أكثر تعقيدا حيث تخلق الغريزة والرغبة عندهم سويا منذ يوم تخليقهم (وليس ولادتهم)، فيكونون أكثر دراية بما يحدث في جنباتهم النفسية والحسية ويستطيعون بسهولة ربط ذلك بالرغبة الجنسية والاحساس بالإثارة حتى من قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ، وحتى ذلك الحين تتوقف الأمور في معظم الأحيان عند الميل. إمّا عند بداية مرحلة البلوغ والتي تبدأ قبل حدوث الاحتلام عند الذكور بحوالي سنتين أو نحو ذلك، تتحوّل الأحاسيس إلى أحاسيس رغبة جنسية صريحة تنمو حتى تصل إلى ذروتها في مرحلة المراهقة، وهي السنين الأولى بعد حدوث الاحتلام، وحتى منتصف العشرينات تقريبا مع خضوع ذلك لعدة متغيرات مثل القالب الجنسي لكل شاب وظروفه المحيطة به مثل كم تعرّضه للمثيرات والمغريات، والأماكن التي يتواجد فيها، والثقافات التي يترعرع على أسسها، وأيضا اهتماماته الشخصية وكيفية قضائه لوقته، وعمّا إذا كان يمارس رياضة أم لا، وطبيعة تكوينه الجسماني، وفوق هذا وذاك، مدى التزامه الديني والذي هو أكثر الأسلحة فعالية في وقاية الشباب شرّ الفتن، وأكبرها فتنة الغواية الجنسية. وعودة لسؤالك فأقول إن الجنس الآن موجود في كل مكان، في التلفزيون والإذاعات والشوارع والنوادي وحتى أماكن تلقي العلم، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وهذا من العوامل التي جعلت هذا الغول المسمّى بالجنس يملأ عليك تفكيرك أنت والشباب في مثل سنّك، أمّا ما جدّ على هذا الشيء فهو أن الفتيات أيضا انضممن لهذا الطابور الذي يملأ عليه الجنس تفكيره بسبب ما هو متاح من دواعي لهذا الفكر المحموم، ولكن هذا ليس عذرا للضعف أمام كل هذه المغريات، إذ أن هناك سؤالا يطرح نفسه وهو أين جهاد النفس إذن إذا ضعف الانسان أمام أي من المغريات؟، وأين السعي وراء المكانة التي وعد الله ورسوله بها من شبّ في طاعة الله؟! وعموما أيها الشاب، إذا لم تترك الأفكار رأسك وتخرج إلى حيز التنفيذ أو العصيان فلا لوم ولا جُناح، ولكن هذا غير مضمون، أو على الأقل ليس طويل الأمد -إلاّ من رحم ربّي- وعلى ذلك فأنا دائما ما أنصح الشباب بمحاولة إخراج هذه الخواطر من رؤوسهم خشية الضعف الانساني وغلبة هوى النفس والاستجابة لزلاّت الشياطين، وإحلال مكان ذلك الانشغال بممارسة رياضة تُخرِج ما في أجسادهم الفتية من طاقة، وهذا هو أحسن الحلول وأكثرها فاعلية في هذا الأمر..وفّقكم الله لما يحب ويرضى، وأفرغ عليكم صبرا إلى أن يشاء أمراً كان مفعولا، ويسّر لكم طريقا يرتضيه لإفراغ طاقاتكم الجنسية بالزواج من الصالحات والصالحين بإذنه تعالى.