شهر رمضان شهر الصيام، ويشكل خاصة في فصل الصيف امتحانا عسيرا لكافة أعضاء الجسم، في هذا الإطار ارتأت جريدة العلم إجراء حوار مع الدكتور الدريسي الكميلي حسن رئيس مصلحة طب القلب و الشرايين بالمستشفى الإقليمي الفارابي بوجدة.. دكتور الدريسي : كيف يكون صوم رمضان عند الشخص العليل؟ ان عبور اختبار الصوم عند الصائم أو الفرد السليم يتم بعد شيء من التعب و الإجهاد ، و بفائدة صحية إن شاء الله، ولكن الأمر قد يكون غير ذلك عند الشخص العليل أو المريض ، لذلك رخص الله تعالى للمريض الإفطار في هذا الشهر، وحث على الاستفادة من هذه الرخصة .. . وبالنسبة لأمراض القلب والشرايين؟ ان أمراض القلب و الشرايين تشكل و باءا عالميا غير معد، وهي تتسبب في أكثر من 25 مليون وفاة سنويا، أغلبهم في البلدان النامية ما يقارب 16 مليون وفاة و أمراض القلب و الشرايين تتكون من مجموعة غير متجانسة من اضطرابات القلب و الشرايين ، و كل هاته الأمراض قد تكون عائقا للصيام في هذا الشهر الفضيل ، خاصة حينما يتصادف بجو حار ، و ذلك حسب درجة حدة الأعراض و خطورة المرض .. ما تأثير على القلب السليم ؟ ج. هناك مجموعة من الدراسات أتيحت للإجابة على هذا السؤال ، و رغم الاختلاف الطفيف للنتائج ، فمن المتفق عليه أن القلب يبذل أقل جهد أثناء الصيام نظرا لقلة احتياجات الجهاز الهضمي للطاقة ، إذ يستفيد من كمية أقل من الدم إضافة إلى ذلك ، يمكن بفضل حمية متوازنة أن نخفض نسبة الكولسترول الضار خلال الصيام . . و أريد أن أذكر دراسة أنجزت بالكويت اهتمت بتأثير الصيام على 16 من المتطوعين الذكور ، فكانت النتيجة أن الصيام لا يؤثر بصفة عامة على مكونات الجسم ، و كذا على مكونات الدم الكميائية و من الكريات ، و الأهم في هاته الدراسة أن للصيام أثر على استجابة الجسم للمجهود ، فاستجابة معدل ضربات القلب و استجابة الجهاز التنفسي لمجهود تم قياسه بفضل الآلة البساط المتحرك ، و كانت أدنى من الاستجابة في أيام الإفطار س. ما تأثير الصيام عند مرضى القلب ؟ ج. تعد أمراض القلب و الشرايين مشكلة للصحة العمومية في كافة الدول ، و هي سبب في نسبة هامة من الوفيات و ليس الصيام هدفه اختبار مدى تحمل المرضى لجهد الصيام ، و قد أمر الله سبحانه المرضى بالإفطار تجنبا لأن يتفاقم المرض سواء على المدى القريب أو المتوسط ، و قد حث النبي صلى الله عليه و سلم على أن تؤتى رخصة الله سبحانه و تعالى. . و للأسف نرى أن مجموعة من المرضى يتصرفون بصفة غير مسئولة ، معرضين أنفسهم للأخطار ، ضانين أن صيامهم – هم ذوو المرض المزمن – دليل على قوة إيمانهم ، بيد أن إيمانهم عليه أن يدفعهم إلى الامتثال أوامر و رخص الله عز و جل ، و هناك أيضا بعض المرضى الذين يوقفون الدواء دون استشارة الطبيب ، و يزورون الطبيب قصد طمأنتهم على حالتهم الصحية، و يأخذون الرخصة من تلقاء نفسهم كأن الطبيب حجة لإفطارهم .. س. ما هي الأمراض التي تمنع الصيام ؟ ج. إن الطبيب المشرف على مرضاه هو الأقرب لحالة المريض ، و هو بذلك كفؤ لإعطاء رخصة الصيام للمرضى و يستند في قراره على حال المريض و على توصيات المؤتمر الدولي بالدار البيضاء لسنة 1997 و التي لازالت سارية المفعول إلى اليوم .. فأمراض القلب التي لا تتلاءم مع الصيام هي : قصور القلب ألاحتقاني..اضطراب نبضات القلب الهامة.. أمراض صمامات القلب المتقدمة .. التشوهات الخلقية للقلب .. أمراض الشرايين المزمنة ذات أعراض انخفاض تدفق الدم .. ارتفاع ضغط الدم الشرياني الحاد .. أمراض الشرايين التاجية .. س. ماذا تقولون عن الدواء و الصيام و الحالة هذه ؟ ج. عندما يرخص الطبيب المعالج الصيام ، فأغلب الأدوية يمكن تناولها إما خلال وجبة الإفطار أو خلال السحور ، خاصة أن أغلب أدوية أمراض القلب تؤخذ مرة واحدة في اليوم .. وقبل الانتهاء من هذا اللقاء أتمنى لكل قراء جريدة العلم رمضانا مباركا و صحيا و كذا لكل المواطنين المغاربة و المسلمين عامة.. ..