فضيحة أخرى من فضائح الفساد المالي تهز أركان قادة جبهة البوليساريو الانفصالية، فلقد أوردت وسائل إعلام معطيات وصفتها بالخطيرة تتعلق بوجود اختلاسات مالية في مهرجان السينما الذي دأبت سيدة البوليساريو الأولى وهي بالمناسبة عقيلة رئيس الجبهة ووزيرة الثقافة في حكومة وهمية على تنظيمه والإشراف عليه، مما يعني أن زوجة رئيس الجبهة الانفصالية متورطة في فضيحة فساد مالي. فلا أحد يعلم بالضبط كيف تتم عملية تمويل هذا المهرجان، خصوصا وأن الجهة الداعمة الأساسية لمجمل الأنشطة التي تنظم في الرابوني هي جمعيات إسبانية وبسبب الأزمة الخانقة التي تقبض برقبة الاقتصاد الإسباني طيلة سنوات خلت، فإن حجم وقيمة هذا الدعم انخفضت بشكل كبير جدا، بما حدا بكثير من قادة الجبهة الانفصالية إلى الاستجداء والتهديد باجتياح المجاعة والمرض بمخيمات الرابوني، كما أن كثيرا من المشاريع المتعلقة بالخدمات الاجتماعية في المخيمات توقفت أو تم إلغاؤها بدعوى تقلص المعونات، إلا أن مهرجان السينما في المخيمات ظل مستعصيا على التأثر من هذه الأزمة، وكشفت مصادر إعلامية أسباب ذلك بأن أوضحت أن اجتماعا كان قد عقد بالعاصمة الإسبانية مدريد بتاريخ 28 سبتمبر 2013 وكان مخصصا لتقييم برنامج «عطل من أجل السلام» لصائفة 2013 بحضور ممثلين عن جمعيات داعمة للجبهة الانفصالية وممثل عن قيادة هذه الجبهة، وخلال هذا الاجتماع فجر أحد الأعضاء الحاضرين باسم جمعية مساندة للبوليساريو بإسبانيا قنبلة من العيار الثقيل حينما كشف عن وثائق خطيرة تثبت وجود فساد مالي في تدبير المعونات، المالية، وحاول ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية التشكيك في صحة ومصداقية هذه الوثائق، خصوصا وأنها كانت مجرد نسخ، إلا أن المسؤول عن الجمعية الإسبانية رد الصاع صاعين حينما أكد أنه يتوفر على النسخ الأصلية لهذه الوثائق في مكان سري، آنذاك لم يجد ممثل الجبهة من بد غير التأكيد أنه سينقل الموضوع بأمانة إلى المسؤولين في المخيمات وأن الجواب عن هذا الموضوع سيتم في غضون أسابيع قليلة، خصوصا وأن المسؤول عن الجمعية الإسبانية هدد برفع الأمر إلى القضاء الإسباني. وكشفت المصادر الإعلامية التي فجرت هذه القنبلة أن سوء التصرف في المساعدات والمعونات يعتبر من أسهل ما يمكن اقترافه خصوصا من طرف المسؤولين في الجبهة، حيث يتم الحصول ببساطة كبيرة على فواتير فارغة من جهات رسمية بالرابوني لتبرير الأموال الطائلة المنهوبة. ورأت هذه المصادر أن تمويل مهرجان السينما الذي تشرف عليه عقيلة رئيس البوليساريو لا يخرج عن هذا الإطار، وأن هذه السيدة ترفض كشف الحسابات المالية وتكلف من تراه هي أهلا لثقتها للتدبير المالي لهذا المهرجان.