تتبعت عن كثب على مواقع الفيسبوك، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، موضوع السرقة الموصوفة التي قام بها المدعو "رغيب هيثم" بجريدة الاتحاد الاشتراكي(المغربية) للمقدمة الرائعة التي كتبها الأستاذ محمد أديب السلاوي للنص الإبداعي" مدامع الورد" للكاتبة الشابة هند لبداك، الصادر حديثا عن منشورات أمنية للإبداع الفني والتواصل الأدبي بالدار البيضاء. وقد جاء في تعليق مقتضب للكاتب محمد أديب السلاوي،على صفحته بالفيسبوك أن المدعو"هيثم غريب" نسب إلى نفسه بعيدا عن القيم الثقافية والأخلاقية، و دون خجل و في واضحة النهار، المقدمة التي كتبتها بعنوان " الجوهر الإبداعي لمدامع الورد " لعمل إبداعي للكاتبة المغربية هند لبداك. وأعلن الأستاذ السلاوي في كلمته، انه يرفض أن يعطي هذا الكاتب الهجين، أي درس في أخلاق مهنة الكتابة، لأنه لا يستحق اللقاء آو الحوار، ولكنه يترك ذلك للقراء الذين يقدرون هذه المهنة، والتي يرفعها بعضهم إلى درجة القداسة. ردود الفعل حول هذا الموضوع، كانت مذهلة على صفحات الفيسبوك، إذ جذبت العديد من الأسماء الوازنة لشجب هذا العمل الهجين، ورفضه / واعتباره عملا إجراميا بكل المقاييس، وهو ما تسبب لجريدة كبرى/ الاتحاد الاشتراكي في حرج شديد. السيدة الغالية سعيد، وهي ناشطة حقوقية مغربية مهاجرة، كتبت تقول في كلمة موجهة للأستاذ م.أ.السلاوي، أنا لست معك في القرار الذي اتخذته، أي تجعل القراء حكما بينك وبين السارق، إذ أكثر ما يمكن أن يفعلوه هو الرفض و الشجب والاحتجاج، لينتهي الأمر عند هذا الحد. لذلك طالبت القارئة المذكورة، كاتبنا الكبير أن ينزل من برجه العاجي ليلقن السارق درسا في السلوك و الأخلاق ويجعله أضحوكة للدهر، لأن مثل هذه النماذج لا يمكن التعامل معها إلا بلغتها و ليس بلغة التعفف. الشاعر الأستاذ عبد السلام مصباح، يتفق مع السيدة الغالية سعيد في هذا الطرح، ويقول بوضوح، لا يجب أن نندد ونشذب وندين، كما يفعل العرف حول القضايا التي تهمهم، بل لا بد من المتابعة والإشهار في مختلف الصحف الوطنية. الباحث أبو رياض، يرى أن الإغارة تكون من شاعر فحل على شاعر أقل شهرة، إذ يغير على كل أبياته وشعره، وينزعها منه، ثم ينسبها إلى نفسه، وهذا أمر وقع في تاريخ الشعر العربي القديم، حين كان التسابق على أشده في تحصيل المعاني بين الشعراء، وبعض النقاد أعطوا تأويلات مفاهيمية لهذه الظاهرة من قبيل وقوع الحافر على الحافر، أما أن ينسب كاتب مغمور الجهد المستفرغ في كتابة تقديم بأكمله لأحد أعمدة الثقافة والفن والإعلام إلى نفسه، فالأمر لا علاقة له لا بالتناص و لا بالإغارة، بل يكشف مقدار التردي والانحطاط الذي تهاوى إليه مشهدنا الثقافي، إنه الفساد عينه المستشري في نواحي حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية يندثر لبوسا علاماتيا ويكشف عن نفسه. أما الأستاذ محمد ياسر شرف، فيؤكد في تعليق له على هذه النازلة بصفحته الخاصة، أن المؤسف حقا أن اجتراء جهود المدعين السارقين، لا يقابلها وعي المحررين و المسؤولين عن الصفحات الثقافية، ولا سيما بعد أن اتجه الإعلام إلى تشغيل العملة الرخيصة، لأسباب متنوعة. ويرى مرزوق بنعلي، أن"رغيب هيثم" ليس وحده في ساحة السرقة، فما أكثر لصوص الحرف في وطننا العربي، ولهم في ذلك أساليب غريبة عجيبة. وفي رده على كل المداخلات التي أثارتها هذه النازلة اللاخلاقية، أعلن الأستاذ محمد أديب السلاوي لأصدقائه على صفحته بالفيسبوك، أن جريدة الاتحاد الاشتراكي اتصلت به هاتفيا، واعتذرت له عما حدث، وأخبرته أنها اتخذت الإجراءات العقابية اللازمة في حق الصحفي المتدرب" هيثم غريب" حيث لم يعد له موقع بالجريدة، كما أخبرته أن الاتحاد الاشتراكي ستنشر تقديم مدامع الورد كاملا على صفحتها الثقافية بقلم كاتبه الأصيل. أعلن الأستاذ محمد أديب السلاوي قبوله بذلك، ليضع حدا للموضوع، وليبعد جريدة الاتحاد الاشتراكي العزيزة على قلمه من أي إحراج... ذلك هو المثقف الموسوعي البسيط، المتواضع والمسالم، الصبور، ذو الأخلاق الحميدة والآفاق الواسعة، في أخلاقه، وفي علاقاته المتينة مع الحياة والناس، لا شيء يؤثر في حياته...ولا في نظرته إلى الوجود.