يشمل عمل الواعظات المسلمات في ألمانيا بالدرجة الأولى الإرشاد والتوجيه الديني ويساهمن بشكل كبير في تسهيل اندماج النساء المسلمات في المجتمع الألماني رغم قلة عددهن، لأن عدد النساء المسلمات اللواتي يتولين مهمة الوعظ الديني في ألمانيا لازال محدودا جدا، حيث لم يتجاوز عددهن ثلاثة عشرة. وعلى الرغم من قلة عددهن إلا أن وظيفتهن لا تقتصر على تقديم الوعظ الديني ودروس في القرآن، بل يساهمن من خلال هذه المهمة في سهولة اندماج النساء والشابات في المجتمع الألماني. وتفضل النساء المسلمات الإستفسار عن الأمور الدينية والحديث عن مشاكلهن الحياتية مع الواعظات بدلا من الرجال، ولا تقتصر مهام إحدى الواعظات القادمة من إحدى الدول الإسلامية على الوعظ الديني فحسب، بل تشمل مختلف مجالات الحياة، إذ تلجأ إليها النساء المسلمات اللواتي يواجهن مشاكل عائلية وصعوبات في التأقلم مع الحياة في ألمانيا، خاصة. وفي هذا الإطار ترى الواعظة أنه وعلى الرغم من أنها تعجز أحيانا على إيجاد حلول سريعة لمشاكلهن، إلا أنها تحرص على الاستماع إليهن وتقديم العون قدر المستطاع. فضلا عن ذلك تحاول الواعظة فهم مشاغل التلميذات اللواتي يواجهن صعوبات في المدرسة وتساعدهم في حل مشاكلهن. ويصعب أحيانا التفرقة بين الخدمات الدينية والحاجات الإنسانية، ويكمن دور الواعظات بالدرجة الأولى في تلبية حاجيات المسلمات الدينية، وذلك من خلال التواصل معهن والإجابة على أسئلتهن وإعطائهن الشعور بأنهن لسن وحدهن بل هناك من يعتني بهن وأن هناك آذانا صاغية لمشاكلهن الدينية والدنيوية. ويعبد التعليم الطريق أمام اندماج الجالية المسلمة في المجتمع الألماني خاصة النساء، وترى الواعظة أن صعوبة حصول فئة الشباب على فرصة عمل والتأهيل المهني يعيق بشكل كبير اندماجهم، الأمر الذي يدفع بالواعظات إلى توجيه نداء إلى رجال الأعمال والشركات الألمانية لإعطاء الشباب ذوي الأصول الأجنبية فرصا أكثر للتدريب والتأهيل المهني. وتجدر الإشارة إلى أنه يتعين منذ سنة 2002 على الأئمة والواعظات الاستفادة من دروس في اللغة والثقافة الألمانيتين قبل التوجه إلى ألمانيا، وذلك بهدف دعم عملية اندماج في المجتمع الألماني.