يعقد وزراء داخلية خمس دول مغاربية هي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا وخمس دول أورومتوسطية هي فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال ومالطا ، اجتماعا لهم في الجزائر يومي الثامن والتاسع من ابريل الحالي لبحث التحديات الأمنية التي تواجه الدول المغاربية. وسيكون اجتماع الجزائر فرصة لمناقشة الأوضاع الأمنية في منطقة حوض المتوسط والمخاطر التي تتهدد دول هذه المنطقة لاسيما بعد التدخل الأجنبي في شمال مالي. وستعمل الجزائر المحتضنة للقاء على إقناع المجموعة الأوروبية بمستوى المخاطر و التضحيات التي تبذلها دول طوق الساحل الافريقي نتيجة تداعيات التدخل الفرنسي بشمال مالي . و يتزامن لقاء الجزائر مع إغلاق الخارجية الجزائرية رسميا لجميع المساعي المبذولة منذ سنتين لتذليل الصعاب المحبطة لعقد قمة لدول إتحاد المغرب العربي . فقد اعتبر وزير الخارجية الجزائري الاثنين الماضي أن الشروط الأمنية لعقد القمة المنتظرة غير متوفرة في الوقت الحالي ، و قال مدلسي أن دول المغرب العربي الخمس "دخلت مسارا جديا لتحضير القمة المغاربية لكننا ما زلنا بعيدين اليوم عن توفر كل الشروط التي نعتبرها ضرورية لانجاح هذه القمة " مشددا على أن الوضع الأمني السائد في المغرب العربي و في الساحل لا يسمج بعقدها حسب تعبيره . و كان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قد دعا قبل أكثر من سنة إلى عقد قمة مغاربية قبل نهاية سنة 2012 من أجل "إعادة اتحاد المغرب العربي على أسس جديدة"، معربا عن رغبة بلاده في استضافتها" و تحدثت المصادر حينها عن برمجة القمة خلال شهر أكتوبر من نفس السنة غير أن إكراهات ديبلوماسية و عدم توافق حكومات الاتحاد المغاربي على جدول أعمال القمة أجل إنعقادها الى تاريخ لاحق لم يعلن عنه رسميا الى حد الساعة . و نشطت الحكومة التونسية عقب ثورة الياسمين إتصالاتها مع العواصم المغاربية لاقناعها بالتعجيل بعقد ثاني قمة لاتحاد المغرب العربي بعد 24 سنة من تأسيسه , إلى أن خلافات ناتجة عن تحفظ الجزائر على نقاط جدول أعمال القمة و على فقرة بمشروع البيان المفترض أنه سيتوجها و الذي يتضمن دعوة مباشرة لفتح الحدود البرية المغلقة بين الجزائر و المغرب منذ قرابة العشرين سنة أجهض بالمرة كل المشاورات و الجهود الديبلوماسية المبذولة طيلة سنتين لضمان التئامها . و كان الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي السيد سعيد مقدم قد دعا نهاية فبراير الماضي إلى الإسراع في عقد قمّة مغاربية في أقرب الآجال للنظر في الاقتراحات المقدمة لتفعيل الاتحاد. ذات المسؤول إنتقد الوضعية التي آل اليها الاتحاد المجمد منذ سنة 1994 و دعا الى إعداد آليات جديدة للنهوض به مشيرا الى أن التجمع المغاربي لم يحقق أهدافه بعد 24 عاما من تأسيسه إذ من بين 38 إتفاقيات وقعت ضمنه لم تنفذ الى ستة منها . و تنص إتفاقيات التجمع السياسي و الاقتصادي الموقعة في حضور قادته قبل 24 سنة على إلغاء الحواجز التجارية و القيود المفروضة أمام مواطنيه للتنقل الحر بين دول الاتحاد