لا أدري ما إذا كانت الجهات المغربية المعنية قد انتبهت إلى ما تضمنته مراسلة سيباستيان هيرفيو مراسل يومية لوموند الفرنسية من جنوب إفريقيا في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي 27 مارس في مقال مثير جدا . المقال تحدث عن وفاة جنديين من جنوب إفريقي خلال مواجهات مع قوات التمرد في إفريقيا الوسطى ، وقال إن الرأي العام في جنوب إفريقيا فوجئ بوفاة جنديين من قوات بلده على بعد أكثر من 3000 كلم من ترابه الوطني . و حينما يحفر مراسل لوموند في هذا الحادث الخطير يوضح أن القائد العام للقوات الجنوب إفريقية جاكوب زوما كان قد قرر إرسال 400 من أفراد القوات الجنوب إفريقية إلى بانغي بطريقة لم تكن معلومة كما يتضح من المقال الذي يذكر في هذا الشأن بأن قرار زوما جاء بعد انتخاب زوما الجنوب الإفريقية المعروفة جيدا عند المغاربة على رأس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال يوليوز من نفس السنة ، و لهذا المعطى أكثر من دلالة بالنسبة امل سأتحدث عنه لاحقا . زوما اضطر للقول بعد قتل الجنديين من جنوب افريقيا أنه قرر إرسال 400 من قوات جنوده في بانغي للمساعدة على تحقيق السلام و استثباب الأمن في إفريقيا . الواضح جدا في حدث أن سلطات جنوب إفريقيا تشتغل من وراء الستار للعب دور حاسم في الصراعات العنيفة التي تعبث بالأوضاع في العديد من الأجزاء من القارة الإفريقية المنهوكة و المريضة ، إنهم أحرس ما يكون على القيام بدور الشرطي الذي ينظم حركة السير في القارة السمراء والدركي الذي يشرف على الأمن و هم منحنيات في ذلك بما بدا لهم تواري للدور الفرنسي في هذا الشأن . في ظل كل هذه المعطيات التي فجرها قتل الجنديين و أثارت ردود فعل غاضبة في جنوب إفريقيا وأشعلت اهتمامات أوساط إفريقية كثيرة يحق لنا نحن المغاربة أن نتساءل عما إذا كانت أطماع دوما تنحصر في بانغي ، أم أن هذه الأطماع تمتد وتنتشر في مناطق إفريقية أخرى ، و عما كانت هذه الأطماع لم تصل فعلا إلى محاذاة المغرب خصوصا في المنطقة التي يسميها قادة جبهة البوليساريو الانفصالية بالمناطق المحررة هناك في الرابوني و نحن نستحضر في هذا الشأن المحبة و المودة التي تجمع ( الزومين ) زوما الرجل و زوما المرأة و قادة جبهة البوليساريو الانفصالية ؟