شهد يوم الخميس 28 فبراير 2013 بالقنيطرة الإعلان عن أكبر مشروع لحماية سمك النون في شمال إفريقيا، الذي يشرف عليه الفرنسيون في عاصمة جهة الغرب ومن المعروف أن سمك النون في بلادنا كان مهددا بالانقراض على غرار ما حصل بالنسبة لسمك الشابل الذي يتذكره المواطنون بحسرة شديدة بعد أن غاب عن موائدهم منذ سنوات عديدة . وهكذا أعطت شركة النون المغربي "نونماروك" الانطلاقة لمحطة كبيرة لتربية سمك الإنقليس التي تندرج في إطار الاستراتيجية الحديثة لتربية الأسماك. و تفيد المعطيات المقدمة خلال لقاء صحفي نظم بالمناسبة أن دخول "نونماروك" إلى السوق الوطنية ، مكن من إعطاء دينامية جديدة لتربية سمك الإنقليس وتشجيع إنعاش نشاط يشتغل فيه أزيد من 700 صياد ،و كذا منح المغرب الوسائل التقنية والمالية لمواجهة المنافسة الأسيوية الشرسة. وتشير المعطيات إلى "نونماروك" التي تمتد على مساحة 3000 متر مربع وتحظى ب80 حوضا مائيا وبقاعة خاصة بذبح 5000 كلغ/اليوم، تنتج ما يناهز 320 طن في السنة. وتهدف في الأخير من خلال استثمار جديد إلى إنتاج 500 طن وتقديم قاعة تحويل الأسماك إلى منتج نهائي.و بفضل خبرتها و مهاراتها، تساهم "نونماروك" بشكل مباشر في تمكين المغرب من الإلمام بتقنية من شأنها أن تسمح له، من خلال تقليص إنتاج الطاقة بنسبة 20%، من رفع قدرته الإنتاجية الوطنية في مجال تربية الأسماك في الدوائر المغلقة.وفضلا عن ذلك، تقدم هذه التقنية التي توفرها الشركة فرصة للشباب من حاملي الشهادات الذين انضموا للمجموعة لاستخدام أحدث التقنيات في مجال تربية الأسماك. وتبرز المعطيات أن الشركة الأوربية المذكورة تأسست في فرنسا سنة 1970 و استقرت بالمغرب في سنة 2006، وهي ثمرة استراتيجية تربية الأسماك التي تهدف إلى تزويد البلاد بجواهر في مجال تربية الأسماك و التي تظل ثاني قاطرة للتنمية المستدامة على المستوى الوطني، وتعتبر شركة "النون المغربي " أول محطة في إطار مشاريع مخطط المغرب الأخضر . وتم إنشاء شركة "نونماروك" بعد إجراء دراسة دقيقة للسوق، مكنت مؤسسي الشركة من تحديد الإشكاليات، الموضوعية و الذاتية، التي تعترض تربية سمك الإنقليس في المغرب و شجعتهم على استثمار مبلغ أولي يناهز 13 مليون درهم. وخلصت هذه الدراسة إلى بعض الاستنتاجات ،منها الاستغلال الضعيف للقدرات المتوفرة في هذا المجال، واعتماد نشاط الصيد على التقنيات التقليدية، ووفرة الموارد التي من شأنها تعزيز تربية إنتاجية والمساهمة في إغناء الثروة الوطنية. ويِؤكد مسؤولو الشركة أن سنة 2011 شكلت قفزة نوعية من حيث حجم استثماراتها،فبفضل مقتناياتها وخصوصا اندماجها في العملاق الأوربي "نيجفيس" في غشت 2011، قامت الشركة بتعزيز رأسمالها باستثمار إجمالي يقدر ب45 مليون درهم وخاصة بوضع تكنولوجيا حديثة في مجال تربية الأسماك. ويضيفون أنه من خلال هذا التراكم النوعي ، أعطت "نونماروك" انطلاقة محطتها الجديدة في مدينة القنيطرة بهدف المساهمة بحركية في ازدهار الاقتصاد المغربي وخلق فرص الشغل المباشرة وإعادة التخزين المسبق لمياه السدود لحماية أسماك الإنقليس في الوديان، والتي تدخل في قائمة الموارد المدرجة في الاتفاقية الدولية لتجارة الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض منذ سنة 2009. وتشير المعطيات إلى أن تربية أسماك الإنقليس في المغرب، شهدت تطورا غير منتظم ومَرَدُّ ذلك إلى أن هذا النشاط وإن كان يتميز بالحركية ووفرة الموارد منذ سنة 1930، فإنه قد واجه منذ سنة 1995 عدة صعوبات ترتبط بتسريع سياسة إنشاء السدود الكبرى في مصب الوديان الكبرى الغنية بسمك الإنقليس.