لم تنجح الجزائر في الرهان الذي وضعته ضمن أولوية الأولويات، وخرج ممثلها لدى منظمة الأممالمتحدة يندب حظه بعدما تقرر عقب النقاشات الصاخبة التي جرت داخل اللجنة الخاصة بعمليات حفظ السلام أو »لجنة ال 34« في جلسات عقدت يوم الأربعاء الماضي استبعاد بعثة المنظمة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء المغربية من التغييرات التدريجية في المهام التي أسندت لعمليات حفظ السلام الأخرى التابعة لمنظمة الأممالمتحدة. وحاول ممثل الجزائر جاهدا وبكل ما أوتي من جهد التأثير على القرار في هذا الصدد بأن ادعى أن عمليات حفظ السلام قد تطورت بشكل معتبر خلال العشريتين الأخيرتين بحيث انتقلت من قوات تدخل كلاسيكية إلى بعثات متعددة الأبعاد تنشط غالبا في بنيات معقدة، وكان الهدف من وراء الضغوطات التي مارستها الجزائر كالمعتاد بأن تتغير مهام حفظ السلام من طرف بعثة المينورسو في الصحراء المغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في هذه المنطقة، وهذا ما يفسر الأسف العميق الذي أبداه ممثل الجزائر في هذا الصدد. ومن الواضح أن الجزائر وربيبتها جبهة البوليساريو الانفصالية تلقت ضربة موجعة في ظروف يراهن عليها الطرفان لتحقيق مكاسب ديبلوماسية وإعلامية.